يتتبع المصوّر أحمد جابر الموالد ليحكي حكاية مصوّرة عن هؤلاء العشاق الذين جاؤوا من أجل الدروشة في مولد الحسين. حب من طرف واحد، ذوبان مجازي يؤمنون بأن هذا الشعور متبادل. في كل صورة خيط تتسرب منه حكايات كثيرة.
أجمل ما في الموالد هو لقاء الغرباء، يرتحل الناس و يخرجون من علب ضيقة يحشرهم فيها الواقع إلى حيث “الإحتفال” الذي يذوب فيه المحبين، ويسافرون خلفه من مدينة إلى مدينة، قد يكون الرابط الوحيد بين كل جمهور المشهد الحسيني هو المحبة، هذه الهشاشة التي يمنحها التداخل بين أفراد مختلفين في فكرة واحدة، طقس واحد.
أحيانًا ما يكون هدف أحدهم أن يكون موضوعًا لصورة أو بطله الوحيد. أن يكون في وضعية تسمح بتسجيل حضوره في هذا التوقيت. يتموضع ليخَلَدَ بطريقة معينة في مكان ما، لكن هنا يبدو الأفراد المتجمّدون في الصور ليسوا معنيين أو يفكرون في هذه الأفكار، يعرفون أنهم يصوروا، يخَلَدَوا، لكنهم غير مبالين بذلك لأنهم مشغولين بأمر آخر، بعشق آخر غير الخلود أو التجسد أو بكونهم موضوعًا لصور جابر.
لمبتدئين لا تشاهدوا كيف نرقص، بل شاركونا في الرقصة. سنكون حلقة حولكم ونحاصركم حتى تنخرطوا
التحرّك من أجل حضور جلسة إنشاد. هذا المسرح الغني بالتفاصيل، السقف المُغطي بالأقمشة ومصدر إضاءة رخيص يتدلي منها، بينما العيون تحمل سعادة وتأثر غريبين. في حضرة المنشد محمد الشرنوبي. يحلقون معه ويندمجون أكثر حينما ينطق بلغة أخرى لا يفهمونها قد تكون السيريانية أو الآرمية. ليكون التواصل لغزًا لا يسهل فك كلماته.
بالتأكيد لن يوفر هذا الهاتف تصويرًا جيدًا للمُنشد، لن يكون أمام صاحب التسجيل فرص كبيرة للحصول على نسخة جيدة تسجل ما يُطربه في ليلة الحسين. على قدر المحبة والتأثر يكون الحماس للتسجيل ومحاولة تخَلَيد هذه اللحظة عبر وسيلة رقمية ليعاد انتاجها أكثر من مرة. الذاكرة الرقمية أفضل من ذاكرتنا التي تتأثر بمشاعرنا المختلطة ومحونا الدائم للذكريات بسبب ضغوط الحياة.
يبدو الشيخ جالسًا على كرسي، لكنها سيارة. هو ضخر أو قد مَلّ الانتظار. صندوق السيارة يصلح لأن يكون كرسيًا فخمًا. في مشهد آخر سيتكوم هذا الغطاء ويأخذ الشيخ راحته داخل الصندوق.