فجأةً سألته: ألم تحب بعد الزواج؟
سكت قليلًا.. ثم حكى عن ممثلة اسمها أمينة نور الدين؛ كانت تمتلك فندقًا صغيرًا في الزمالك، وكان هو محاميها، وعندما أغلق مكتبه في مرة من مرات الاعتقال.. ساعدته ماديًّا.
-كانت جميلة؟
“جدًا.. جدًا”
-هل أحببتها؟
رد بابتسامة “زوجتي كانت تغار منها جدًا”. (أكَّدت نولة الحكاية.. قالت إنها كانت كابوس البيت.. وكانت تتعمد مضايقة أمي.. ولا أعتقد أن الأمر وصل للحب..). هو رجل كبير.. متعالٍ على كل التفاصيل الصغيرة في البيت.. فهل كان “سي السيد” أم كان مشغولًا بالقضايا الخطيرة؟
هذه حكايات من بين حكايات نولة وبسمة عن يوسف درويش.
``بابا فين؟``
“بابا فين؟”..
كبرت نولة.. ولم يعد خافيًا عليها أن الأب؛ يوسف درويش، غائب. لم تسجل في الذاكرة الزيارة الأولى وهي ابنة سنتين. لكنها الآن تعي وتسأل. وإجابة الأم كانت واضحة “في السجن”.. وقبل أن تكمل الطفلة أسئلتها حكت لها الحكاية “كان بابا ماشي في الشارع.. وبعدين لقى ضابط كبير وتخين.. بيضرب طفل صغير.. فضربه”.. قصة وهمية “لكن فيها رمز ما جعلني فخورة بأبي الذي ضرب الضابط من أجل طفل صغير”، لكن متى انتهت الأسطورة؟
قابلت نولة وبسمة في شقتهما بالجيزة.. أميَز ما فيها كان الاتساع وقطتين عجوزتين.. وكنت أريد أن أكمل الصورة؛ صورة يوسف درويش.. أن أرى الحكاية من زاوية أخرى.. صحيح أنها ليست مضادة. أو من طرف آخر. لكنها تضع رتوشًا صغيرة على صورة يراها الناس مختزلة.. أو يريدون أن يرونها مختزلة. ناقصة. لنموذج أو نمط من السهل وضعه في ڨاترينة أو على رفٍّ مجهز للمحفوظات.
قلت ليوسف درويش قبل أن أذهب إلى نولة وبسمة “أريد أن أعرف منهما ما لم تقله لي أنت”. فضحك بصوت عال “هيكلموك عن الستات”..
حكيتُ لنولة وبسمة.. فضحكا هما أيضًا “هو قالك كده!”. تبادلتا النظرات.. وقالت بسمة “هو دائمًا يقول لك إن فلانًا يعرف كل شيء.. قال لي مرة إن صديق لنا اسمه هاني يعرف كل شيء.. لكنني اكتشفت أنه لا يعرف أكثر مما أعرف إلا قليلًا.. هو دائمًا يترك شيئًا من الحكاية مع أحد.. والباقي عند أحد آخر.. لكن الحكاية الكاملة عنده هو.. وهو فقط”. ضحكت نولة مؤكدة كلامها.. وأضافت “يمكن أن يكون قد حكى لبسمة أكثر.. لأنه يحبها جدًا.. هي أول طفلة يعرفها في حياته.. أنا ومجاهد لم يعرف طفولتنا نهائيًّا.. أول مرة رأيته كان في السجن، عندما كان عمري سنتين.. خرج من السجن وعمري 3 أو 4 سنين.. ثم دخل مرة أخرى وعمري 9 سنوات.. وخرج وأنا 14.. بعد ذلك كانت له حياته السياسية.. ولم يحضرنا.. أو يشترك في تفاصيل حياتنا”.
لم تكن القصة التي حكتها الأم عن سجن يوسف درويش عابرة.. كانت أساسية في بناء العائلة.. تقول نولة “أمي ست عظيمة.. كانت تحب والدي جدًا.. ومؤمنة بنضاله.. وربتني على أنني يجب أن أكون فخورة به”.
أصغر عضوة في التنظيم
في أول الكلام قلتُ لها “لاحظتُ أن يوسف درويش يتكلم عنكِ بفخر ملحوظ.. يقول: نولة باحثة ومترجمة عظيمة”. حاولتْ أن تداري نظرة ارتباك.. فسَّرها كلام بسمة بعد ذلك “يوسف درويش لا يمكن أن يشكر في نولة أمامها”. فعلَّقت نولة “بيجبر خاطري قدام الناس.. فقط” واكتمل مشروع الابتسامة.
قلت لها: تعرفي أنه يخلط بين اسمك واسم بسمة؟ قالت “كتير”.. وشرحت “يبدو أن هذه وراثة عندهم.. في البداية كان يناديني باسم نيللي أخته، مجاهد أخويا أيضًا ينادي جويل ابنته باسمي”.
تدريجيًّا تفككت أسطورة الأب قاتل الضابط من أجل الطفل.. أولًا سمعتها في فترة حياتها عند عائلة أمها في الإسكندرية في أثناء وجود يوسف درويش في السجن.. خرج هو من السجن وعاش مع أهله في شارع رشيد بمصر الجديدة.
اكتملت العائلة للمرة الأولى في شقة شارع شامبليون.. هنا بدأت نولة تدرك، أو تشعر بأن الحياة الخاصة تمتزج مع الحياة العامة (المكتب والبيت).
في الفترة الوسط بين السجن الأول (انتهى 1953)، والثاني (1959) اتسع الإدراك.. بل أصبح من المعتاد أن يعطي يوسف درويش لنولة (وهي تعبر السنوات العشرة الأولى من عمرها) أشياء لتخبئها له.. أو يدخل ناس وتأخذ منهم هي أشياء تخفيها.. وهكذا.. كانت لعبة الإخفاء والسرية مثيرة.. ونولة أصبحت “أصغر عضو عامل في التنظيم” كما علَّقت بسمة على حكاية سمعتها من قبل بالتأكيد ضمن أساطير عائلتها المثيرة للدهشة.
احنا بزرميط
هذه الجملة الأخيرة قالتها لي نولة في إجابة عن سؤال “متى شعرتِ أنك من عائلة مختلفة؟”. العائلة هنا ليست وراثة.. بل اختيار.
تقول نولة “لم أعرف عائلة في مصر.. كان زملاء ماما وبابا هم العائلة”. فعائلة أمها؛ إقبال حاسين، سافرت مع الهجرة الكبرى الثانية لليهود في مصر 1959
عائلة يوسف درويش سافرت في الهجرة الثالثة 1962.
“أبويا لم يكن لديه وقت لا يشوف عيلته ولا يشوفنا”.. هذا قبل أن تسافر كل العائلة إلى أمريكا.. لم يبق غير الأم التي عاشت مع يوسف ونولة وإقبال من 1962 حتى 1968
تحكي نولة عن جدتها “كانت تحب الحياة جدًا…كانت مناضلة من أجل الحياة.. سمعت وهي في الـ 85 أن أكل الزبادي يطيل العمر.. فطلبت من أمي أن تشتري لها زبادي كل يوم…كما طلبت مني أكثر من مرة أن تذهب إلى السينما..وفي راس البر صدمتها مرة سيارة جيب وكان عمرها 78 سنة، واضطرت إلى أن تضع جسمها في الجبس وتعيش في السرير سنة كاملة.. وتجاوزت كل هذا.. وسافرت وحدها إلى أمريكا سنة 1968 وحدها وهي تقترب من التسعين ركبت طائرة كل هذه المسافة.. ويبدو أن حب الحياة وراثة عندهم في العيلة”..
كانت تشير إلى ملاحظة قلتها لها عن يوسف درويش وحبه للحياة.. قلت لها إنه يحب اللونين الأحمر والأزرق (استغربت من الملاحظة التي أيدتني فيها بسمة.. مشيرة إلى أنه يعرف أن لون بشرته أبيض ويظهر أكثر مع هذه الألوان).. واتفقنا على أنه ساخر وابن نكتة، وأن العارفين به يضبطونه في حالة منتعشة كلما رأى امرأة جميلة.. وصوته يتغير أحيانًا كلما أحسَّ بفتنة أنثوية على الطرف الآخر”.
وقتها كان يوسف يوسف درويش قد توقف عن التدخين منذ عامين فقط؛ وعمره 39.. دون أوامر من طبيب.. وبعد سنوات طويلة من متعة تجريب كل أنواع التبغ.. وكما كان الغرام الأول وصدمة المعرفة الأولى في فرنسا، ذاق يوسف درويش طعم السيجارة الأولى هناك، 1930، وفي رحلة الجزائر عرف السيجار.. (كان يفضل نوعًا جزائريًّا فرنسيًّا)، وفي الوقت نفسه يدخن البايب (يحتفظ في البيت بأشكال مختلفة منه).. وعند العودة إلى مصر أضاف الشيشة..
قال لي “كان عندي واحدة في البيت.. قبل أن أتوقف تمامًا”. (فهمت الإحساس الذي كان يتكلم به عندما رأيتُ صورته وهو يشد أنفاس الشيشة بمتعة كبرى).
لكي لا نبقى في الممر
عاش حياته بالطول والعرض..
هكذا تري بسمة جدها “هو واحد شاف أحداث كثيرة من التي أقرأ عنها.. واتولد في أيام أحسن من اللي احنا فيها.. كانت حتى الظروف مريحة.. حكى لي أنه كان يلعب مع أخوته لعبة اسمها حرب المئة بيضة.. وكانوا يستخدمون بيضًا حقيقيًّا.. لم تكن هناك أزمات.. والأهم أنه اختار ما يريد أن يفعله، وليس ما يريده الآخرون.. عرف فكرة الإصرار.. ذهب إلى فرنسا ليدرس التجارة لكنه درس معها الحقوق؛ لأنه يحبها.. وأحب واحدة فرنسية.. وعاش حياته”.
“بما في ذلك الاختيارات السياسية” أضافت نولة لكلام بسمة مشيرة إلى أن يوسف درويش “عمل ما يريد أن يعمله.. وساعده كل من حوله”.
سألت بسمة: إذا مثَّلت فيلمًا عن يوسف درويش.. أي الأدوار تختارين؟!
فكرتْ قليلًا “لن أكون موضوعية.. سأختار دور جدتي”، وبعد لحظة أخرى “ربما سأحب دور البنت الفرنسية التي قابلها في أول حياته” ثم ابتسمت مع نظرة شاردة “تيته ست طيبة جدًا”..
حكت نولة “ماما وفَّرت له المناخ الذي يمكِّنه من أن يفعل ما يريد.. كانت بالنسبة له شبيك.. لبيك.. كل ما يقوله يطاع.. لا أحد في البيت له كلمة غير يوسف درويش”.
اكتشفت من هذه الحكاية أن هناك جانبًا آخر من يوسف درويش الذي رأيته.. جانب الرجل المهيب في البيت الذي لا تسمع رنة الإبرة في وجوده.. يتعامل معه الجميع باعتباره في مهمة كبرى.. لا يمكن أن يربك طقوسه اليومية (شرب القهوة مع الكرواسون في الصباح ونوم القيلولة)، حتى لو انقلبت الدنيا رأسًا على عقب.
لا تتذكر نولة متى بدأت تشعر بأنها من عائلة لها وضع مختلف.. في البداية دخلت مدرسة ليسيه باب اللوق التي كانت تابعة للبعثة العلمانية الفرنسية.. لم يكن في مناهجها تدريس الدين.. لكن بعد 6591.. فرضت مناهج الدين على كل المدارس.
ماذا حدث لابنة يوسف درويش؟!
تقول نولة “شعرت بالصدمة؛ أنا لم أكن أعرف أنا إيه.. وفي حصة الدين كان الفصل ينقسم.. المسلمون يظلون في نفس الفصل.. والمسيحيون يتجمعون مع آخرين في فصل واحد.. واليهود يلعبون في حوش المدرسة.. تكون عندهم فسحة.. أنا طبعًا اخترت الحوش والفسحة وخرجت مع اليهود…بابا طبعًا عرف الموضوع وانفجر وزعق.. وأنا كنت أشعر بالرعب منه.. قال لي أنتِ مسلمة ولازم تحضري حصة الدين”.
وحضرت نولة حصة الدين “لم أكن أفهم شيئًا.. كنت طفلة 7 أو 8 سنين تسمع حكايات من المدرسة عن مريم العذراء التي ولدت دون زواج، ولم أكن أفهم اين المشكلة.. كنت متلخبطة جدًا.. ورسبت في امتحان الدين.. وكانت ليلة ما أزال أتذكرها حتى الآن.. الدنيا برد جدًا.. والشتاء قارس.. وكان سريري وقتها في غرفة بابا وماما.. وعندما سمعت صوته.. عملت نفسي نايمة لأتجنب رد فعله عندما يعرف أني رسبت في الدين”. سارت الأمور بعد ذلك مع بعض الصعوبات “فاجئت أي قبل الامتحان بعدة أيام وقلت لها إنني لا أعرف شيئًا عن منهج الدين.. فأخذت إجازة 3 أيام من الشغل وذاكرت معي الدروس.. مع أنها كانت تتكلم العربية بلهجة مضحكة”.
يوسف درويش لم يكن متدينًا.. لكنه على ما يبدو كان يريد الاندماج الكامل.. أن يكون مصريًّا ليصنع تغيير مصر (الأعضاء الأجانب في تنظيم طليعة العمال.. صنفوهم كمراقبين وسموا موقعهم في الحزب: الممر.. واشترطوا لكي يصبحوا أعضاء عاملين أن يتعلموا اللغة العربية).
اختار يوسف درويش فكرة التنظيم السياسي.. أكثر من العائلة بشكلها التقليدي.
التنظيم عائلة بديلة (ربما).
الرابطة فيها تبدأ مختلفة (أفكار، ومشروع واحد، وهدف كبير)، وتتحول إلى دائرة مغلقة (الأشخاص نفسهم.. التعصب نفسه والانحياز نفسه.. والحروب الداخلية القائمة على غريزة السيطرة نفسها).
هذا تعميم.. لكنني أحاول أن أرى من خلاله كيف سارت حياة يوسف درويش.فقد تمرد على فكرة العائلة (وهي فكرة لاحظت أنها مهمة بالنسبة لليهود)؛ هو الوحيد تقريبًا الذي غرَّد خارج السرب.. لكنه اختار سربًا آخر (أكبر.. وأكثر تنوعًا.. ويغني ألحانًا مختلفة.. لكنه سرب.. بمعنى ما). والاختيار هنا هو الذي يعطي معنى لفكرة التمرد على المصائر الجاهزة.. والدخول في مغامرة تضعك على حافة الخطر دائمًا.. إنه درس كبير في عائلة يوسف درويش الصغيرة.
وأعتقد أنه أيضًا درس كبير في حياة شخص مثله.. صنع من تمرده الأول على العائلة شيئًا عابرًا للزمن والانتماءات الضيقة.. ومن عائلته الأصغر قلعة يحتمي بها.. هكذا كان البيت امتدادًا للسياسة.
تتذكر نولة الطقس العائلي ليوم الجمعة: قراءة مقال هيكل بصوت عال ومناقشته.. هي ابنة الخامسة عشرة؛ مراهقة تعرف أن هناك خطًا يربط حياتها بمصير البلد.
بسمة أيضًا سمعت في المراهقة كلامًا كبيرًا لم تفهمه “كنت أسمع عن الحاجات دي.. ولا أعرف أنها سياسة.. وأثناء إقامتي مع جدي في الجزائر سمعت نقاشًا صاخبًا تتكرر فيه كلمة برجوازية كبيرة.. وبرجوازية صغيرة.. فقلت لهم أنا عايزة برجوازية صغيرة علشان ألعب معاها.. وحتى الآن كلما أسمع كلامًا كبيرًا لا أفهمه، تبقى دي السياسة”.
لم يحاول يوسف درويش أن يدفع نولة إلى عالم السياسة، لكنها اختارت الاقتراب من باب التمرد والغضب. كانت من أكبر زعماء الحركة الطلابية “وخرجت في جنازة عبد الناصر مع كل الناس” والتقطت من بعيد إحساس التوتر بعد حل الأحزاب الشيوعية (4691) “كانت هذه بالنسبة لي خيبة أمل كبيرة.. نهاية حلم رومانسي بثورة وتغيير.. وظللت سنوات لا أريد أن أسمع حاجة اسمها سياسة” تقول نولة التي ظلت قريبة من اختيارات يوسف درويش السياسية 19 سنة، أرادت بعدها اكتشاف نفسها في طريق مختلف.
ويوسف درويش لم يجبرها على شيء في السياسة.. كما لم يتدخل في اختيارات الحب والزواج “لكن بعد ما حدث من مشاكل في زواجي استخدم معي أسلوب التبكيت”.
“هو طفل كبير” علَّقت بسمة، فقالت لها نولة “حاسبي الكلام دا ها يتنشر”..
العائلة من جديد
في البيت كان أغلب الكلام بالفرنسية، يختلط أحيانًا بالعربية.. في وجود ضيوف لا يعرفون غيرها.
وهذا ما أزعج بسمة الصغيرة.. كانت لا تفهم ما يدور حولها؛ وهذه علامة أولى أدركتها على اختلاف العائلة.. عرفت طبعًا الكلام عن اليهودية والتاريخ العائلي الذي لا يشبه تواريخ الصديقات.
ومع أنها لم تعرف عائلة جدها، فإنها سمعت الكثير من الحكايات والطرائف. وبالتأكيد حكت لها نولة ما سمعته من جدتها عن يوم زواجها.. عندما نظرت من ثقب باب حجرتها فوجدت العريس يلبس جبة وقفطانًا.. وهي بنت مدارس تحلم بأفندي أنيق يضع على رأسه طربوشًا.. فصدمت في البداية لكنه على ما يبدو كان ظريفًا معها، وطيب أيضًا، وفي مرة وهما عائدان من فسحة في حنطور وهي تلبس حذاءً بأزرار كثيرة.. واكتشف أن أحد الأزرار مفكوك.. فمال على الحذاء وربطه لها.. أعجبتها الحركة وأرضت غرورها، ورأت فيه إنسانًا رقيقًا.. لم تعرف نولة غير هذه الجدة تقريبًا.
وبعد أن سافرت إلى بقية العائلة ظلت السيرة ناقصة، حتى قرر يوسف درويش السفر سنة 1990 إلى أمريكا، ولقاء العائلة من جديد.
في أوراقه رسالة من أمريكا تتضمن مجلة عن عائلة درويش.. حكايات وأخبار ورموز لم يتذكرها حين سألته عنها؛ تذكَّر فقط نادية صالح ورسائلها وزياراتها إلى مصر.. هي ابنة أخته، وبنت بلد خفيفة الدم، وتحب القفشات المصرية اللاذعة.. ولا تشعر بالغربة عن مصر.. كانت صديقة نولة، ثم بسمة.. ولا أعرف لماذا تذكر يوسف درويش البنت المصرية من أصل يهودي، وكانت تعيش في فرنسا، وجاءت إليه من أجل فيلم تسجيلي عن يهود مصر، وعندها تصور مسبق سيتحدث في سياقه يوسف عن اضطهاد اليهود، لكنه رفض، فخرجت غاضبة.. وربما لم تعرف حتى الآن سر يوسف درويش.