قبل أن تندلع الحرب بأسابيع كان الناس منتظرين “ستضرب روسيا أوكرانيا يوم الأربعاء..”، لم تضرب روسيا في التوقيت الذي سربته أجهزة الاستخبارات الغربية، وتداوله الناس على مواقع التواصل الاجتماعي.. تأجلت الحرب لما يزيد عن أسبوع، وظلت حالة الانتظار والترقب والإثارة.. الحرب تجربة لعينة، غريزة القتل الأزلية التي لم يخل تاريخ الإنسان منها قط.. كما أن فضوله الشديد لم يمنعه من انتظارها وتوقعها.. لكن الجديد في تاريخ الإنسان أنه صار يتابع الحرب لحظة بلحظة، على التليفزيون، منذ أن بدأت الأقمار الصناعية للمرة الأولى بنقل وتغطية أحداث حرب الخليج الثانية، بعد غزو صدام حسين للكويت، 1991، على شاشة CNN.. للمرة الأولى تفرج الملايين في جميع أنحاء العالم على صواريخ تنطلق وتصيب أهدافها بدقة، ليل نهار على مدى أيام الحرب.. حدث هذا منذ نحو ثلاثين عامًا، وكان محل انتقاد واسع من أخصائيين نفسيين وعلماء اجتماع رأوا أن تحويل الحرب إلى مادة للإثارة، وكأنها مسلسل تليفزيوني، خطأ فادح وتطبيع خطير بالغ الأثر مع العنف.. الآن تغيرت الأمور كثيرًا، وأصبح في يد كل منا شاشته الخاصة التي تنقل له ما يسمح له بتكوين وجهة نظره الخاصة، التي ربما لا تمت للواقع بصلة.. ليس فقط لأن “مواطن العالم” هدف سهل لما تحاول كل الأطراف أن تقنعه به، بل لأن المشهد بالغ التعقيد والزحام، حيث المئات من الصحف والمواقع ومراكز التحليل الاستراتيجي التي لا تتحرى الدقة، وتتحكم فيها الأهواء والميول أحيانًا.. الآن مواطن العالم يشاهد، وهي ليست المرة الأولى، رئيس دولة شابًا؛ 1978، وهذا ليس سبقًا، فمواليد أواخر السبعينيات يحكمون دولاً عدة حاليًا. زيلينسكي أيضًا ممثل سابق، سبق وفعلها رونالد ريجان (1911- 2004)، الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة لفترتين رئاسيتين متتاليتين (1981-1989)، يواجه بوتين روسيا، وهذا هو الجديد..
لا أحد يعلم كيف ومتى ستنتهي الحرب.. لا أحد يعلم كم وحجم الدمار المتوقع، ماذا سيفنى وماذا سيبقى، بعد أن يفرغ السلاح والعسكريون من ألعابهم..
.
الأقواس من كتالوج متحف أوكرانيا الفن الحديث
القوس الأول: عمالقة بدون حياة
القوس الثاني: اللعب لا الحرب
القوس الثالث: نساء ونساء
القوس الرابع: حشود سابقة
القوس الخامس: جغرافيا ومعمار
القوس السادس: من أين يأتي الضوء؟