في أغلب الصور الجماعية، ينحني الواقفون على أطراف المشهد، للتأكد من حضورهم داخل الصورة، لكننا هنا أمام ثقة لا نعرف مصدرها، رصانة فرعونية تقريبًا لأجساد متعامدة. وقفة لم تبدلها آلاف السنين. المرأة التي تقف خلف الطفلة ويبدو إنها الأم، ترتدي ملابس من نفس القماش، الذي ترتديه تلك الشابة التي غلبها الحنين، وهي ترفع صورة الغائب. الرجل الوحيد يبتسم بوداعة. هو والمرأة التي على يساره وتشبهه كثيرًا، يصنعان معًا مجازًا للرضا. الطفلة تحتل قلب المشهد وتكسر التكرار بقامتها القصيرة. فستانها الأحمر يعاند الأزرق والأخضر فى الخلفية. الورود والألوان تتقافز فوق الملابس، رغم المشقة والتعب وقلة الحيلة. إنه انحياز مصري أصيل للبهجة.