لماذا نفكر في مشروعات جديدة في الصحافة؟ لماذا نتكلم عن إنقاذ الصحافة بمنطق الحفاظ على جثة ميت عزيز؟ هل نحترف فن استحضار الأرواح؟ هل نري الصحافة روحًا لا يجب أن تغادرنا؟ هل نحن سحرة أم دونكيشيتيون؟ حتى دونكيشوت كان مثاليًّا لا يخفي ألاعيبه الماكرة في استعادة الزمن القديم ليحضر في الأزمنة الحديثة، ألم يعرف أن الحضور أنواع؟ هل يبحث ساكن المدن البائس الحزين المقيم في القاهرة، وبتوقيتها عن ضريح جديد ليبكي على أولياء زمنه القريب، ويقيم للصحافة مرقدًا مقدسًا يتعبد فيه؟
من نحن إذا كان كل ما يحدث في الصحافة تعس و ميت وقريب الشبه بالورود البلاستيكية حين تزين حياة سكان المقابر؟
هل نحن صحفيون مثاليون يبحثون عن “صوابية سياسية” لا نخون فيها الميت الذي نبكي عليه بعدما قتلته السلطة في محاولتها إحياء ميت آخر؟
الموضوع معقد ولا بد من تفكيكه ليكتمل هذا الكلام الذي جئنا نقوله من القاهرة..
صورة الغلاف : تكوين بالفوتوغرافيا لصورة القنان مارسيل دوشامب،قام بالتكوين مصور إسمه أنتوني لوك ، وفي مدينة فتحت لنا مفاهيم دوشامب الطرق أمامنا ، طرق صعبة لكنها توافق هوانا في عالم الميديا…دوشامب هو صاحب هذا الاسكتش
دعها تذهب…دعها تموت
تتحدثون عن ميكانيزمات لحرب البقاء.
عنوان جميل لحكاياتنا المفعمة بالحس المأساوي عن الصحافة في مصر؛ حيث الموت حاضر بقوة بجوار حياة برائحة برطمانات مخللات فارغة قديمة
وهذا ليس مجرد مجاز؛ إن ترجمت العقليات التي تتكلم عن المشهد اليوم إلى روائح، ستكون الرائحة التي حدثتك عنها هي التجسيد المعبر عن القدرات الرهيبة على الاختصار، والنظر إلى الزمن باعتباره أقدار الآلهة ، وليس مجرد “مسطرة” من اختراعنا، نرى بها علاقتنا بدوران الكواكب وحسابات الحركة الدائبة لأجسامنا في الفراغ الكبير..
هل نتحرك؟
هل كان يمكن أن يكون هناك مصير آخر للصحافة في بقعتنا الملعونة غير ما آلت إليه؟
ليس هذا سؤالي ولا سؤال جلستكم في هذا النهار…تسألون كيف نخوض حرب البقاء؟
هناك مفتاح مهم للنظرإلى هذه المعضلة، ما الذي سيبقى؟
السلطويون في عالمنا؛ آلهة و أقدار و نجوم شباك بالمعنى السينمائي، ويرتبط البقاء عادة بهم، وبالحزمة المعقدة التى أوصلتهم إلى أماكنهم…
في بلادنا يبحثون عن صحفي أوحد ليرث “إقطاعية الصحافة“، إن من يبحثون عن نجم أوحد ليس نظام الحكم فقط، لكنه تكوين عقلي يجعلنا كلما اقتربنا من الخاتمة، نتكاتف جميعا لإعادتها إلى الوضع الوسطي الذي يليق بكل “المديوكر” السعداء في بلادنا كما لو كانوا في جنتهم، فهي أرض ميعادهم.. وهم الذي فصلوا كل مجال عام، وحتى الإعلام، على مقاسهم.
يرى الناس في صحافة النظام اطمئنانهم إلى وجودهم، المتلاشي أساسًا، ويوجد فقط الدولة معبد المديوكر الراسخ. والكهنة هم الوسطاء بين سكان المعبد والمؤمنين الصالحين المتعلقين بستائر المعبد؛ والصحف والقنوات هي ستائر المعبد.
الصورة واضحة الآن..هذا تاريخنا مع الإعلام منذ صعود الضباط إلى الحكم..معبد و كهنة وستائر؛ وسطاء هدفهم الترويض والتنفيس؛ الصحف هي رسائل الحكم في “توعية” الناس و توحيد زمنهم ليناسب السردية الكبرى للسلطة…هل نريد بقاء هذا الإعلام، و نبكي لأن سكان المعبد قرروا، وهم يشعرون بالرعب، أن يحكموا سيطرتهم عليها؟
الشد والجذب السياسي،وموضات الديمقراطية والحريات…عابرة، مخيفة ، تنتمي إلى الغريب و الغامض والخطر المحدق، لكنها بقدرة قادر تحولت إلى مجرد ثياب، كان لا بد أن يرتديها الجنرالات بعد خفوت موضة الملابس العسكرية..وارتدينا جميعًا حكامًا وسكانًا البدلة الديمقراطية فوق البدلة العسكرية التي كان يظهر من تحتها ملامح العباءة الفخمة المهلهلة لدولة الخلافة، كل هذا والصحافة تلعب دور مندوبي المبيعات والمقصدار .. وفي هذه الحركة بين الأزياء كانت تحدث ثقوب في القماش الأصلي.
من ناحية السلطة كان لا بد من أجل استكمال الجو المناسب، بأن تكون هناك حديقة خلفية تصلح للزائرين الأجانب و الحفلات التنكرية، وتثبيت الإنتماء إلى “الموضة“…وأىضاً لاستيعاب الطاقات المتمردة على “المسار العام“. ومن ناحية الناس كان لابد من “الديمقراطية” على طريقة “المظهر الحضاري” وعلب الورد المجهزة لتزين المشهد الرث.
قبل يناير 2011 أراد سكان المعبد توسيع أسواره ليستوعب الحديقة…وكسرت الطاقات القادمة من خارج الترويض السياج، وتحطمت الهندسة التي كان أقصى حدود الصحافة هي اللعب في الحديقة، وشرح ما يحدث في الغرف المغلقة.
المرعب أن هذا الوضع هو أقصى الأماني اليوم بعد أن علت أسوار المعبد؛ وتحول كل ما خارجها إلى سجن كبير. وهذا ما يجعلنا نشبه تلك الرائحة التي حدثتك عنها …هل تذكرها؟
خصية السوبرمان
تعلم العربية وتعال اسمعنا ونحن نتكلم عن “المستقبل” في جلساتنا على المقاهي أو في محاولتنا لنداوي بالصخب بعضًا من شعورنا بالخوف من الموت، في نوع خاص من الحرب الأهلية…ذلك الذي يمكِّن السلطة من أن تحكمنا ميتين، تقتلنا بيديها وهي تدافع عنا…تضعنا في السجن لتحمينا من ذواتنا…نعم إنها تعرفنا جيدًا، وتصوب تجاهنا رصاصات قناص ليس محترفًا لكنه يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا…يعرفنا مثل مروضي الخيول و الجوارح.
سنكلمك في مصر عن هذا المستنقع الكئيب من “المجازات” التي يسقطها كورال هستيريا الخائفين على السلطة…يريدونها كما تريد، وحوشًا أسطورية…مثل تلك التي رسمها العاجزون الأوفياء للسماء لأبطال خارقين قبل اختراع السوبر مان.
ماذا فعلت الصحافة مع كل سوبرمان جلس على قمة الحكم المدببة…هل أعادته إلى الحجم الطبيعي، أم قتلته(معنوياً؛ مثل كل أب مسيطر)، هل فعلت أي شيء يجعلنا نبكي عليها ونحن نستحلب الأسى و الميلودراما الغامقة؟
ساهمت الصحافة /الإعلام في تأكيد الوضع القائم ، بأن السلطة كل شيء ، هي الدولة/الوطن/البلد، والمخالف أو المعارض أو المتمرد، ملعون مثل الزوائد الجلدية، أوودود ،لطيف لا يؤثر مثل طابع الحُسن.لا أحد يصفق للصحافة بإعتبارها ” صوت من لا صوت له ” إلا عندما تغضب السلطة منها، حتى لو كان هذا الخطاب سلطوى أكثر، أو مفرط في إستبداده، أو أصولي ينتظر “النسخة النظيفة ” من ذلك “الإستبداد الوسطي الجميل” الذي تتميز به الدولة المصرية، تحت شعار “الديكتاتور العادل“.
منذ أن بدأنا في القاهرة محاولات استنساخ الدولة الحديثة كانت الصحافة شاهدة على هذا الاستنساخ، كانت ابنة ارتباكاته كلها…لماذا إذًا نستدعي القدم العرجاء الآن والصحافة تحن إلى عصورها القديمة؟
هل نسعى الي أن تكون حياتنا مثل الهاربين إلى كهف الحشيش في جبال آلموت مع حسن الصباح؟ أم أن هناك تصور بأن لدينا ” النسخة الفريدة” التي نستحضرها شبحاًً كلما تأكد موتها واقعياً ؟
الصحافة مع نسختنا من “الدولة الحديثة” إبنة للبروباجندا ، فالحاكم لدينا سوبرمان لايريد من الصحافة سوى الدعاية له، وتدليك خصيته في الحالتين: الذكر العسكري مبعوث العناية الإلهية، أو الذكر الديمقراطي منقذ البلاد من الإستبداد السابق عليه، ويمارس إستبداده الخاص ب“طعم الديمقراطية“.
في الحالتين الصحافة لوحة إعلانات لسيطرة الحاكم في استبداده و ديمقراطيته…وكل “الزمن الجميل ” الذي تحن إليه الصحافة الان من صنع المدلكين المحترفين، مقابل الهواة الذين يفسدون التدليك بالحماس و إنعدام الكفاءة.
جميل…هذا الزمن الجميل ..أليس كذلك؟
الحديقة الخلفية
غالبًا هناك تحليل لدى الأجهزة الأمنية في مصر بأن الإعلام جزء من “الثغرة” التي أدت إلى 25 يناير.
و“الثغرة” هو وصف مستخدم في هذه الأجهزة للخروج الجماعي،إحتجاجاً يسمى أحياناً” ثورة ” أو ” ربيع “..أو “إنتفاضة“..ولأنها مازالت حدثاً مستمراً ، فالتسمية هنا ليست موضوعنا، خاصة أننا نحيا سنوات إغلاق تلك الثغرة التي مر منها الجسم الكبير ، وشق الدولة التي كانت في ذروة تحللها.
اعتبر مبارك أن الثورة بدأت في “2005”، قال ذلك في جلسة خاصة، بعد وصوله مرحلة الحياة كمومياء “العصور البائدة” ، وكان يقصد أن “هامش الحرية الذي حصلت عليه الصحافة كان بداية إسقاط نظامه“، عند هذه النقطة تلتقي حكمة المومياء مع وعي عبر عنه الرئيس السيسي في حديث خلال ندوة خاصة بالضباط. وقبل توليه حكم مصر “محتاجين نعمل لنا أذرع إعلامية“…ومرحلة البحث عن أذرع كانت واسعة و فضفاضة، واستخدمت عدة وسائل في مقدمتها “الترغيب” و “التحالف” على اعتبار أن الإعلام ساهم في 30يونيو بمستوى يمكن أن يصل إلى “الشراكة“…حتى إن هناك مذيع شهير (توفيق عكاشة) صنع فيلمًا على قناته “الفراعين” تحت اسم “الرجلان” مشيرًا إلى أن “ثورة” 30 يونيو من صنعه هو والفريق /المشير السيسي.
بالتوازي مع “صناعة الأذرع “ عبر ضابط اتصال، كانت هناك عمليه إعادة هيكلة لملكية وسائل الإعلام .من صحف و قنوات فضائية، وعبر تسرب أموال أغلبها إماراتي كانت سباقة وداعمة لشراء قنوات باستخدام واجهات مصرية، ثم تجمعت هذه الأموال لتساهم في تأسيس شركات يملكها ويديرها “ضباط سابقون” لديهم ولاء مباشرللزجهزة الزمنية المختلفة ، مهمتهم هي ابتلاع شركات الإعلام ،وإدارتها وإعادة توزيع الثروة في “المجال الإعلامي“.هذا التوزيع يلعب لصالح فك سطوة المال الخاص، وإعادته إلى الأجهزة ، لكي تغلق المنافذ إلى الحديقة الخلفية. وليتأكد الصوت الواحد. ومع كل مرحلة في هذا المسار؛ من الأذرع إلى الاستحواذ، كان الإعلام تقريبًا تحت قبضة “النظام“، لكن هذا لم يذهب القلق من الإعلام. الشعور بالسيطرة كان يبدو دائمًا ناقصًا، ومع السيطرة على نقابة الصحفيين و تشكيل هيئة وطنية للإعلام تلعب دورًا سلطويًّا في مراقبة الإعلام الذي هو تحت السيطرة فعلاً؛ خصوصًا بعد حجب المواقع الإلكترونية التي كانت الفضاء المتاح بعد فرض السيطرة على الصحف الورقية والتليفزيونية.
كل هذا جعل الحنين إلى زمن الحديقة الخلفية، قمة المنى، وحلم الطاقات المعطلة والمدفونة و الخائفة.بل إن التحول الذي أصبح معه الصحافة جنة المديوكر، لم يعد يشغل البال، ولا يحفز للتفكير إلى محاولة السير في طريق آخر، أصعب لأنه بلا نموذج ولا مرجعية، يبدأ أساساً من إعادة النظر في طرق إدارة و ملكية شركات الإعلام، ويحاول تقديم ” علاقة ” جديدة، لا مجرد إنتظار منحة جديدة ومناقصة حكومية لتأسيس حديقة خلفية جديدة.
وكذلك التفكير في أن قوة الصحافة ليس في كونها “سلطة رابعة” ولا خامسة، ولكن في أنها مساحة و فضاء يفكك كل ” تسلط“، حتى من كاتب أو فنان يتصور أنه حامل رسالة تنتقل من أعلى إلى أسفل، وهو بهذه المعرفة يملك حقيقة ينافس بها “حقيقة ” السلطة، والقارئ حائر بين الحقيقتين /السلطتين.
كيف يمكن أن نفكر في نوع من صحافة ينطلق من البحث و تتجه به ليكون فناً ؟ ويفجر أسئلة لا يقدم إجابات؟..هل هناك إمكانية بدلاً من وجود تيار أساسي وهوامش…أن يشبع التيار الرئيسي بجمهوره، وتنشأ مساحة لتيارات متعددة من الصحافة؟
هذه هي الأسئلة التي ذهبنا فيها إلى مشروع مدينة..
السحابة
في “مدينة” نحاول أن نكون أقرب إلى السحابة منها إلى أن نكون مجرد “صخرة” تزاحم بقية الصخور التي تكرس الواقع السائد/والمنتظر. السحابة بالنسبة لنا مفهوم لا يسقط من من سماء يقين، بالمعرفة الكاملة، لكنها “تكوين” يتخذ أشكالاً متعددة، من تبخر عناصر (طاقات و معادن) في التربة ومع هواء السماء، لتتكون من جديد، وفي هذا اللقاء بين عناصر مختلفة قوة تمنح لها “الشكل” و “التفاعل” و “التأثير“و “الاتساع” و الرحلة…
السحابة “ مفهوم يتزامن مع تغير في مفاهيم العمل، حيث لم يعد شكل المكتب “وهيراركية المكان” وتوزيعات السلطة داخله هي الشكل المناسب لتأسيس عمل يعتمد على علاقة قوامها الجهاز /المكتب المحمول.. الآن لكل فرد مكتبه الخاص..الذي يمثل نظام عمل كامل، وهو تغير في علاقات السلطة التي يدور من خلالها التفاعل بين الأفكار و تطويرها. يمكن لهذا لتفاعل أن يخلق “مزاج العزلة” أو “سنخترق” المجال المضاد/المانع الذي يسببه “شكل السلطة الهرمية، وتمثيلها لشكل السلطة السياسية و الإدارية“.
تمثل السحابة “تكوينًا” ليس نهائيًّا، مثل “الهرم الإداري” أو “السلم الوظيفي” الذي ينافسه في الشهرة والتحكم كالأقدار في عمل مؤسسات الإعلام و غيرها، وهي تكوين يستجيب لحركة عدة عناصر وقدرتها على التفاعل داخل قوانين الطبيعة الأكثر اتساعًا من اختصارها السلطوي في ماكينات المعرفة التي تعمل في اتجاه واحد، من أعلى إلى أسفل.
لماذا تريدون البديل؟
نريد تقديم تيار جديد في الميديا، يتنوع بين كتابة، ومقاطع مصوّرة (فيديو)، وإنتاج موسيقي. تقوم فكرة مدينة على أساس العلاقة، نهدف إلى خلق علاقة بين فنون مختلفة مثل الرسم والكتابة والموسيقى والجرافيك خلال العمل على منصتنا، لتمتد هذه العلاقة مع القارئ الذي نسعى أن نقدم له حكاياتنا بطرق عرض حديثة وممتعة.
مدينة وسيط معاصر يشتغل على مجموعة من الأحداث، ويستفيد من الخبرات ليعبر عن أصوات ومسارات المدينة… مدينة ملعب كبير، في مجال لم يعد للعب فيه مساحة، وفي بلد أكلت منها الجدية التافهة كل طاقات الخيال و ديناميكية التفاعل.
مدينة سحابة لأي شخص يمتلك أي موهبة، لأننا نعتقد أن واجبنا في هذه اللحظة حماية الذكاء وصيانته وصوغه وتقديمه للجمهور..مدينة غرفة باتساع العالم، حيز من الأفكار يطل على المستقبل، ويهضم الماضي، ليبشر بثقافة صاعدة
في مدينة ننظر إلى جمهورنا باعتباره “مجتمعًا ينمو و يتطور” أي مجموعات فعالة، وليست مجرد موجة من الترافيك، وفي الفجوة بين “المطبوع” و “الديجيتال” تحدث مفارقات مدهشة…
في مدينة نسعى إلى علاقة تنمو وتتطور بين فريق لاعبي مدينة و الجمهور الذي لا يكتمل اللعب دونه.
في مدينة لدينا وقت كافٍ، وفريق من اللاعبين للعمل على استخدام صحافة البيانات وتطبيقات الموبايل لدمج التكنولوجيا في رواية القصص الخبرية، لا نلهث خلف الأخبار لذلك لدينا المتسع لنقدم لجمهورنا محتوى كاشفًا للحظة التي نعيشها.
في مدينة ليس لدينا حقيقة نمتلكها ونقنعك بها…نريدك فقط أن تشترك معنا في تفكيك الحقائق الجاثمة على حياتنا؛ فالحقيقة مسار لا معلومة.
في مدينة ننتقل بالميديا إلى مجال البحث والفن…وليس مجرد نقل الأخبار
في مدينة، نتأمل ونجرب، لا نقول إننا أفضل من الآخرين، ولكن لا تتوقع منا أن نكون مثلهم.