كيف أمضى جمال كامل وقته مع “الغبي”؟
حين كتب فتحي غانم روايته “الغبي” في فبراير 1966، كانت القاهرة تعيش فترة الانسجام الناصري، ومرحلة تكريس “الطبقة السياسية” للهرم الذي عادة ما يعتليه “الأغبياء”، منهم اختار فتحي غانم بطل روايته، الذي وجد الراوي أوراقه وقرأها من أجل اكتشاف “كيف يصعد الغبي فوق الجميع”… جمال كامل كان عليه دراسة شخصية الغبي، دراسة تشكيلية تبحث في ملامحه وتحولات مشاعره وتعبيراته، كي يرسمه بصحبة فصول الرواية حين نشرت في ”صباح الخير“، وحين نشرت الرواية كاملة في أول طبعة، كانت رسوم جمال كامل حاضرة في قسم منفصل.
.
و حتى الآن، وبعد ما يزيد عن ثلاثين عامًا على وفاته تقام المعارض الفنية في مصر وبرلين وفيينا احتفاءً بما تركه جمال كامل من لوحات، أغلبها في فن البورتريه الكلاسيكي الأنيق الحاد.في 26 نوفمبر 1986 توفي جمال كامل، بعد أن عاش ستين عامًا بالتمام والكمال؛ مواليد 1926، تاركًا لوحات وتلاميذ ومقلدين. وكانت البداية دبلوم مدرسة الفنون الجميلة، قسم التصوير، كلية الفنون الجميلة لاحقًا، ثم في دار الهلال التي رسم أغلفتها ومتونها، ثم، ولمدة طويلة، في روز اليوسف بجناحيها؛ روز اليوسف وصباح الخير حتى النهاية؛ إذ كان المستشار الفني للمجلة في سنواته الأخيرة. كانت روز اليوسف جامعة حقيقية لأغلب فناني ذاك الزمان، وعلى مستويات عدة قدمت أبرز فناني الكاريكاتير المصريين؛ مثل بيكار وحجازي وزهدي وصلاح جاهين وبهجت عثمان وبهجوري وجمال كامل وغيرهم..
وفي 2007، بعد وفاته بنحو عشرين عامًا حصل على نوط الامتياز. ولا أدري ماذا يفيد الفنان، أو غيره، أن يحصل على أي جائزة، ولو كانت نوط الامتياز، بعد موته!
البطل هنا، في أقواس مدينة، هو رسوم جمال كامل المصاحبة لرواية الغبي، كنوع من الدراسة الفنية المصاحبة للرواية، التي نشرت في الكتاب الذهبي الذي كانت روز اليوسف تصدره شهريًّا في الخمسينيات، كإصدار مستقل، ثم أوقفت إصداره، وعاد مجددًا في 2018. ولم تكن المرة الأولى التي تصاحب رسوم جمال كامل روايات نشرت مسلسلة، إذ حدث مع روايات نجيب محفوظ .
الأقواس نشرت في الطبعة الخاصة من ” الغبي”، رواية كتبها فتحي غانم (1924- 1999)، وهي كما يبدو من اسمها مبدئيًّا، رواية غريبة، وطريفة، وجادة للغاية؛ في مقدمتها وعلى لسان الراوي نعرف أنه وجد بعض الأوراق التي تحكي قصة حياة هذا الغبي، وتحاول دراسته “وكأن غباءه أمر خطير وجوهري وجدير بالدراسة” ومع ذلك فالراوي لا يتمنى طبعًا أن يصاب بالغباء، الذي “يتمتع” به بطل الرواية، وإن كان حبه لبعض نواحي الغباء يرجع إلى أنه فهم عنه الكثير.
القوس الأول:الخطير
القوس الثاني: المصيدة
القوس الثالث: حيوانات المدينة
القوس الرابع: السحر المعاصر
السعادة الزوجية
في الشوارع
القوس السادس