في مجلتنا الجديدة نشاركك مقالات وأفكار تبحث عن الجمال والحرية، وتفتح مساحات لاكتشاف سرديات جديدة بعيدًا عن القوالب الجاهزة.
لم يحدث أن اجتمعت كلمة الأمة على مكافحة الإنجليز كما اجتمعت سنة 1919، ولم يحدث أن تأججت نار الثورة عليهم في قلوب المصريين كما تأججت في ذلك العهد المبارك.
وعلى الرغم من احتلال قوات الإنجليز المسلحة حينذاك، لجميع مناطق القطر المصري، كان المصريون في جميع البلاد يؤلفون كتلة واحدة تواجه الإنجليز بما لا يحبون من مظاهر الثورة.
حقيقة لم يكن الشعب يستطيع مقاومة الإنجليز ومحاربتهم بطريقة إيجابية كما يفعل اليوم شعب مدن القنال الباسل، بما فيه يديه من أسلحة ضعيفة، فلم يكن في حوزة المصريين في 1919 أسلحة ما سوى النار المشتعلة في صدورهم، ثم إن الحركة لم تكن لتضم تحت لوائها جنود البوليس إلى جانب أفراد الشعب كما يحدث اليوم: ولكن مع ذلك كان الجميع يسيرون في طابور واحد، هو الحنق على المستعمرين البغاة.
ولقد تأقلم الفن في سنة 1919 بوحي الثورة فانقلبت الروايات والأغاني من مرحلة التسلية إلى مرحلة المساهمة في الحركة الوطنية، فلم تخل رواية أو أغنية من الإشادة بالوطن وبث الحماسة في قلوب الشعب، حتى لقد راحت الفرق تتبارى في هذا النوع من الروايات وتبتدع ما هو أطرف وأدعى الي التشجيع. ومن الأغاني التي ذاعت في ذلك الوقت أغنية “قوم يا مصري” التي وضع لحنها الشيخ سيد درويش ومنها: قوم يا مصري.. مصر أمك بتناديك..