في مجلتنا الجديدة نشاركك مقالات وأفكار تبحث عن الجمال والحرية، وتفتح مساحات لاكتشاف سرديات جديدة بعيدًا عن القوالب الجاهزة.
في نيويورك الستينيات، جلس ألبرت راشد مع صديقه المصري محمد عطيّة الذي جلب لتوِّه أسطوانة أنت عمري من مصر، استمع الاثنان إليها وكان وقع الرائعة الكلثومية الجديدة على ألبرت، المهاجر اللبناني ومالك أحد أشهر متاجر التسجيلات العربية في نيويورك، ساحرًا.
وصف لنا ريموند راشد حالة انتشاء والده منذ نحو 55 سنة مُغمَض العينين، قائلًا إن مطلع الأغنية بين قانون محمد عبده صالح وكونترباص عباس فؤاد، كان كفيلًا بأسر الزبائن وإقناعهم باقتناء الأسطوانة. وبالطبع كونه لقاء السحاب الأول بين أم كلثوم وعبد الوهاب جعل تسويقها أمرًا هيّنًا.
بعد الاستماع للأغنية بصحبة محمد عطية، مالك مطعم كليوباترا في شارع برودواي في مانهاتن، راسل ألبرت راشد صوت القاهرة طالبًا شُحنة أسطوانات من “أنت عمري” لتوزيعها في السوق الأمريكية. ويذكر ريموند إنها ثاني أكثر الأغنيات مبيعًا في تاريخ راشد للمبيعات بعد “القمح الليلة” لعبد الوهاب.

ألبرت راشد وزوجته جوزفين في متجر بروكلين في نهاية الأربعينيات واللافتة الانجليزية فوقهما تقول إن المتجر يحتوي على أكبر موسوعة من الاسطوانات العربية في العالم وعلى يمين الصورة أفيش فيلم الغنائي الاستعراضي “بلدي وخفّة” لسعد عبد الوهاب ونعيمة عاكف
وُلد ألبرت راشد في بلدة مرجعيون (جنوبي لبنان حاليًا) في 1908 وهاجر للولايات المتحدة صبيًّا متجهًا صوب مدينة ديترويت في ولاية ميشيجان. وفي 1934، تخرَّج في جامعة وين ستيت وحصل على درجة إدارة الأعمال. عاشت ديترويت ازدهارًا اقتصاديًّا في العشرينيات جذب ألوف المهاجرين، ولا سيّما العرب القادمين أو الهاربين من سوريا العثمانية، الذين انضموا إلى قوافل العاملين في مصانع السيارات الأمريكية محاولين الفوز بقطعة من كعكة الحُلم الأمريكي.

ريموند راشد يتصفح جريدة قديمة في منزله في بروكلين في سبتمبر 2018