في مجلتنا الجديدة نشاركك مقالات وأفكار تبحث عن الجمال والحرية، وتفتح مساحات لاكتشاف سرديات جديدة بعيدًا عن القوالب الجاهزة.
1
الشاشات
أصبحت الشاشة هي الامتداد الطبيعي. هكذا يمكن أن تصف الجسد الإنساني الذي يحمل تليفونات ذكية، أو يتطلع إلى شاشات التليفزيون المتناثرة في المقاهي. شاشات في كل مكان؛ وكأنها أجهزة تعويضية، لم تعد خارج الجسد. التصقت ومنعت التواصل مع خارجها. تصنع عزلتها في الشوارع. كأننا في كبائن مفتوحة للاتصال بعالم لا يراه أو يسمعه غيرنا. كأننا ونحن في الخارج ندخل مرة أخرى إلى معازلنا، ومنها إلى معازل أخرى. الشاشة تمنحنا فرصة الرقص على الحدود بين العوالم… معزول ومفتوح… داخلي وخارجي. اتصال وانقطاع. أنا والعالم. الشاشة لم تعد سطح العرض. بل موضوع العرض. في أكثر من فيلم الشاشة حاضرة. مكان افتراس الحكاية بعد صيدها من الشارع. الشاشة لا تعرض فقط. لكنها مع كاميرات المراقبة، إعادة ترسيم للحدود بين الافتراضي والواقعي. لا واقع قديم هنا. لا مزيف وأصلي. كلنا هنا في منطقة هشَّة من العالم. لا شيء يمكننا المغامرة به إلا أجسادنا. لا ذاكرة سوى ما تلتقطه مراكز الحواس المشتعلة في الداخل. في الخارج فوضى. الشاشة ممرها غير الآمن. وهي في الوقت ذاته طرف جديد في لحظة التصاق بالجسم القديم. تلك اللحظة المربكة.
Bestiari from Albert Merino on Vimeo.