ليلاس حتاحت
صحفية من سوريا، هذا ما كان قبل الربيع العربي، وربما بعدما كان، لكن هذا ليس كل شيء فالقصة بين المدينة و المنافى، تعيد النظر حتى في الواقع، تقول ليلاس: "لم تكن لي علاقة بالمدن ولا بالأماكن.. كنت أصطحب عشاقي للشوارع نفسها، والزوايا والحواري، فالخصوصية كانت في اعتقادي بهم ومعهم، أحببت بلادًا لأجل رجل أو صديق، وكنت أراها بعيونهم، لم أكلف نفسي اكتشافها أو البحث عن حكاياتها، إلى أن انتقلت إلى الشمال المنظم؛ مدينة الليغو، ملونة، منظمة ومكررة.. أراقب المشهد من شبَّاك القطار، فأرى الصورة نفسها تعاد (copy/paste) ،لأرى أرضًا خضراء مسطحة، لون موحد للشجر والبيوت وألوان الملابس الرمادية لأعداد قليلة من الناس.. وأنا التي أتيتهم من دمشق ثم القاهرة بكل ألوانها وضجيجها، وتعقيداتها، وفوضاها ومتاهاتها.. حينها بدأت البحث في شوارعي القديمة والحديثة عن روائح وملمس وأرواح.. لأكتشف أن علاقتي لم تكن بالأشخاص بل بالمكان، لذا كنت أصحبهم جميعًا إليه. .." من دمشق إلى القاهرة، ومن ثم الإقامة في الدنمارك.