قد يكون هذا النص اكتشافًا حتى بالنسبة لأغلب محبي الشاعرة المصرية جويس منصور؛ التي قرأوها بالعربية، إذ لم يذكر عادة ضمن أعمالها اشارة إلى نص مسرحي، كما أن الحركة الأولى من السوريالية بدأت كتابة المسرح متأخراً؛ ربما بحثًا عن شكل يربط بشكل مباشر بين العقل الباطن للممثلين والمشاهدين، وهو أقرب إلى الطقوس الحسية منه إلى الدراما التقليدية.. وقد وصلت السوريالية بالفعل إلى أشكال مسرحية جديدة مثل “مسرح القسوة” حيث لم يعتمد الكاتب والمخرج والممثل على تقديم المشاعر والانفعالات المعتادة على المسرح عبر اللغة؛ بل عبر الجسد، وهو ما يخلق رؤية تكاد تكون خيالية هائمة وكأنها تنفذ مباشرة إلى عوالم الأحلام..
ومدينة في إطار اهتمامها بكل ما يخص جويس منصور تنشر ترجمة للعربية؛ لم تصلنا غيرها، لنص مسرحي بعنوان “زرقة الصناديق”؛ التي صدرت النسخة الأولى منه عام 1968.
حديقة المسرات لهذا القرن، على الجزء الأيمن من اللون الأزرق الداكن الذي يزداد التهامًا من أي وقت مضى
لا يمكن أن نستدعى إلا لاكتشافه
بالنسبة لنا سيكون لديه أكبر ثروة، بما في ذلك النقاء الأول، مثل ذلك الذي أعلنه الهدهد السحري والذي تسميه الحكاية الشرقية بمسك الروم!
أندريه بريتون إلى چويس منصور
مقدمة المترجم..
تفكك مسرحية “زرقة الصناديق” لچويس منصور، فهمنا للمسرح السوريالي، وتعيد تشكيله من جديد، ليس فقط لعدم وجود نهج متسق ومتتابع للدراما عبر عملقة التكثيف التخيلية، بل فيما يخص بناء الشخصيات نفسها التي يعاد بناؤها مع كل شطر، على مستوى هويتها الوجودية والچندرية والفلسفية واللغوية على جانب آخر بالنسبة لي تفكك هذه المسرحية المفهوم الكاذب أن المسرح هو الجنس الأدبي الأقل تطورًا في السوريالية، أو لنكون أدق عبر تاريخ الحركة السريالية حتى الآن قالت أنابيل هينكين ميلتزر: لم تسع السوريالية إلى تطوير جمالية للمسرح، بل اختطفت نوعًا أدبيًا لأغراضها الخاصة..
كان هناك ندرة بالفعل فيما يخص المسرح السوريالي التقليدي، ففي الزمن السوريالي الأول عرضت 17 مسرحية فقط في باريس، فقط 30 ليلة مسرحية في فترة ما بين الحربين الأولى والثانية. بعد ذلك أصبح تطور المسرح السوريالي متفرقًا في العالم. حتى بعد موت بريتون والعصر الثاني للسوريالية، ظل تطور المسرح السوريالي متفرقا وغير ممنهج على مستوى الحركة السريالية الدولية وظلت أغلب المسرحيات السوريالية العظيمة حبيسة الأوراق التي كتبت عليها.
في 1964 روبي كوهين: على الرغم من أن الشعر والرسم قد تم زلزلة أساساتهما بفعل الانفجار السوريالي للخيال، فإن المسرح في ذلك الوقت لم يمس تقريبًا.. لم يكن لأندريه بريتون اهتمامات ملحوظة بالمسرح السوريالي لكن بعد وفاته، أو بمعنى أصح في الستينيات منذ بدايتها. كان المسرح السوريالي موجود، بشكل أساسي نتيجة لمبادرات فردية خارج الحركة السوريالية. والنصوص السوريالية المسرحية لا شكل بنائي لها، لكنها تحمل مزايا ثورية تشمل قيمة الصدمة الثورة للوعي اليومي.
في بداية السبعينيات وصولاً لنهاية السبعينيات وازدهار ببليوجرافيا المسرح السوريالي بالعناوين وبعد تطور الحركة السوريالية ودخولها لمرحلتها الثانية بسبب ظهور المسرح التجريبي واستكشاف صلاته بالمسرح السوريالي كان هناك مجال لإعادة النظر فيما يخص السؤال: ما المسرح السوريالي الذي لا يندرج ضمن فئة المسرح المحاكي بالمعنى الأرسطي للكلمة، وينظر إليه من خلال عدسة اللعب الذهني فقط، لذلك فإن أي محاولة قياس او تشبيه أو ربط ما بين المسرح السوريالي أو قوانين الدراما الغربية التي وضعها أرسطو، أو أي شكل من أشكال الدراما الكلاسيكية اليونانية، أو الدراما الفرنسية الكلاسيكية الجديدة، أو الدراما الواقعية والطبيعية، أو الدراما النفسية هي محاولة بائسة، وهو أبعد ما يكون عن مفهوم المحاكاة التي هي النمط الأساسي للفن السائد الذي يشير إلى تقليد الفعل البشري والواقع الخارجي، وأي ربط ما بين أي ملامح للمسرح السوريالي وبين كل ما سبق هو تدمير للطابع الثوري للدراما السوريالية التي تعادي هذه الشرائع الدرامية وتكمن قيمتها بالضبط في مثل هذا التدمير المقصود لتلك البنية والمفاهيم المسرحية، إن المفهوم اللاعقلاني للعب هو أفضل ما يناسب المسرح السوريالي، نظرًا إلى العداء الصريح من السورياليين تجاه العقل وما يمثله من انعكاس لسلطات قمعية مختلفة، إذ ينتمي عالم اللعب السريالي إلى شاعرية العالم الوحشي، والطفولي واكتشاف الجسر الحر الموجود بين التلقائية الذاتية الشخصية والأتمتة الجماعية بما في ذلك المؤدون والجمهور، الذي يعتمد على فكرة أن أي كائن نفسي “موجود” داخل أي كائن، بمجرد أن يتمكن المرء من عزل بعض من هيكله أو إبعاده يمكن أن يستدعى لأغراض اللعب السوريالي بشكل مسرحي أو استعراضي.
وهنا في مسرحية زرقة الصناديق نضيع تمامًا بين المتاهة الإيروسية؛ امرأة ورجلان: “الزوج” و”الأب”، الأب بكل ما يمثله من مفاهيم: الإله/المجتمع/السلطة/الدين/ حتى سلطة الخيال الواعي المنطقي جاء اسم شخصية الأب في المسرحية بشكل يجرد كل هذه المفاهيم.
العائم
تتجسد البيئة اللامكانية لهذا النص المسرحي داخل اللاوعي وغموضه وصراعاته مع أكاذيب وأقنعة الواقع التي تشوه وتكبل الرغبة الإيروسية، انعكاسات لا واعية شاسعة تجسد المدى الأزرق للرغبة الأنثوية المخفية وتشعباتها التي تذهب إلى تنوعات چندرية وإيروسية متوحشة من خلال تطويرها لقصيدتها عبر مساحة النص المسرحي تخطفنا چويس منصور في رحلة لا واعية بين الهويات الجنسية الخفية والمدفونة في اللاوعي.
صدرت النسخة الأولى من هذه المسرحية عام 1968، عبر دار نشر du Soleil Noir بالتعاون مع الرسام البلچيكي التجريدي الغنائي بيير أليكينسكي، الذي كان مهتمًا بفن الخط الآسيوي التقليدي، ولديه ولع بدمج العناصر الغربية والشرقية، وفي رسوم هذا الكتاب الأصلية قدم أعماله على ورق يشبه ورق البردي، وعرضت للمرة الأولى في 18 أبريل 1967 في مقهى Absidiole Café-Théâtre الذي لم يعد موجودًا الآن.
والشخصية الرئيسية چيروم الذي يجسد الإنسان الضائع ما بين سلطة الأنا العليا، الأب العائم وبين نفسه الحسية مود. يجسد چيروم الضعف والحرية ما بين الهويات الجنسية المتذبذبة ويظهر هذا دائمًا طول النص المسرحي في عدم حفاظه على سياق ثابت وواع للحوار الذي يفلت منه دائمًا مثل باقي الشخصيات ليرسم دوائر غير واعية ويقترب من الحس الحيواني الشره الذي تجسده شخصية العائم ليصبح حديثه خلال النص المسرحي غير واضح الاتجاه، ومشبع بالفراغ الذي يتحدث عنه لاكان في أطروحته النفسية ويسميه “الكلام الفارغ”. يجسد چيروم دائمًا الغياب عما يتفوه به ليرسم عالم نفسي مرتجف ومهدد دائمًا وتغيب فيه صفة الفاعل التي تبتعد عنه، وتتجاوزه ليجسد هشاشة بنائية مفككة بالنسبة للمفهوم التقليدي لبناء النص المسرحي، تلك الهشاشة مقصودة طول المسرحية تعبر عن هذا التيه النفسي وخروج العالم الباطني للشخصية عن السيطرة. أما عن الجغرافيا الباطنية للنص المسرحي فسنجد رسمًا خفيًّا لجغرافيا النص في أوله تأخذ نفسية المتلقي سقوطًا حرًا من السماء بشكل رأسي نحو أعمق بؤرة باطنية في الداخل النفسي للمتلقي حيث الغضب التائه الذي لا وصف فيزيائي له، حيث الماضي غير الواضح لجميع الشخصيات، ينفجر بوحشية تجاه كل ما يقيد النفس البشرية في الحياة اليومية وما يخفيه الوعي اليقظ في إرباك مقصود للباطن الحسي للمتلقي، ونحت بارع لاضطراب حسي يتجه ليفكك التراتبية التقليدية للسرد والحوار المسرحي، حيث يتم التصريح بصوت الشخصيات أن هناك تدمير مقصود لمعنى الكلمات والجمل المسرحية، وإيقاعاتها المنطقية، وهو ما يعكس الفوضى البدائية لعالم غير مفهوم تغيراته.
لا تستعمل چويس منصور اللون الأسود للتعبير عن غموض وظلام اللاوعي، بل تستخدم الأزرق للتعبير عن وحشية الصناديق المغلقة داخل النفس البشرية التي شكلت علاقات سفاح قربى بين شخصيات المسرحية؛ مود ووالدها العائم وزوجها چيروم. هذا الأزرق الذي عبَّر عنه فرويد بغرفة الانتظار الكبيرة في اللاوعي، وهي نفس الجملة التي بدأت بها چويس المسرحية “الغرفة ذات الجدران العارية للغاية”!
في مقدمة الطبعة الأولى للمسرحية كتب آلان جوڤروي: كان من المناسب الذهاب ورؤيتها مرة أخرى بعمق، لاكتشاف مساحات اللاوعي، المكان المظلم الذي يولد منه الغموض والأكاذيب والانعكاسات المذهلة دائمًا للمرأة التي تسمح لنفسها بالابتعاد عن زرقة هذا المد.. الذي ارتد منه أنطونان آرتو من قبل.. وقبل أن تخطفنا ثلاثية الرغبات المخفية داخل هذه المتاهة المسرحية. لم تثرني بشكل شخصي أعمال بيير ألكينسكي التشكيلية التي صاحبت النسخة الأولى لهذه المسرحية، لذا خلقت كائنات بصرية جديدة تخص الصفعة البصرية التي صعقت مستقبلاتي الحسية والحدسية والبصرية جراء انخطافي من هذا النص، لكن چويس وألكينيسكي كانا صديقان مقربين، لذلك تمجيدًا لصداقتهما التي نتج عنها تلك المسرحية، هذه قصيدة كتبتها چويس مصور لبيير ألكنيسيكي عام 1973:
عتبة المذبح
ألكينيسيكي نحو الخط
لا يمكنني التأقلم على صمت الساعة
يعوي جيل لمن يسمعه
ينزلق اللون إلى قاع حوض استحمام
في فقاعات كبيرة من الريش
هناك الانقلاب الصيفي
في دماغ الطفل
من يحلم خلف جفونها المغلقة
كرنڤالات بعيدة
زاهية ومربعة
يتقدم جيل نحو قمة الانتفاخ
الأفعى ملفوفة حول خصرها
ترمل أبدي للأرض المحروقة
في المدينة جيش رهيب ورائع من الراقصين
يركب الجسور
ينشر الموتى على وجوه الأحياء
كالزبدة على الخبز البائت
السماء اليوم لحاء شجرة مبتورة
عليك أن تهزم المرأة حين تكون ساخنة
بين القطب والقطب الحقيقي
يرتعش قمرين كاملين
اثنين من الكرات الأرضية المقلوبة
وكأنها مخططة بقوس الريح
تتجول العين
مثل مقولة في آذان صماء
يبدو أن الحداد يفقد زينته
في طريق ثعبان قوس قزح
مع أنها ضحكات مطاطية جدًا
يتردد صداها في أزقة سنترال بارك
خطوط الضوء التي تتبع الحركة
المظهر
لا تحاول هز شجرة الخبز
حتى الموتى يرسمون أجسادهم بالدقيق
الغناء مع النوتات الموسيقية
على شفاه الشاطئ القريب
فجأة تتحول النوتة الثامنة إلى ملاحظة خاطئة
والصوت ينزلق بقوة على الحبل
بالخوف المكبل
المقابر أدوات الصمت
والجدران صواري الصداع النصفي
خاصة الصداع النصفي
البذور والنقع
بذور مؤلمة
إنه الشتاء في أخاديد الظلام المؤلم
دون قميص وبدون مرسام
يتعظم في الأمواج الرمادية
من الكابوس
من الأفضل أن أغادر
قال جيل دون التوقف عن التأثير على جذوره القابلة للاشتعال
كرات الريش تمر عبر الغيوم
فتيات صغيرات
تصرخ العظام
في الحشد
الآلاف من قناديل البحر تغزو الساعات الأولى
الحفلة صخرة تبدو جوفاء في الصباح عندما تأتي المياه العميقة لتحل محلها على قماش جفوننا المغلقة
من أين تأتي الحيوانات المفترسة؟
نص المسرحية: زرقة الصناديق
حجرة مقشرة ذات جدران عارية،
كرسي بلا أرجل مائل في الزاوية
نافذة مرتفعة لا ترى إلا من عين واحدة وموقد أزرق مزين بالبلاط شديد الزرقة. أرى طاولة ملطخة بالدماء، ثلاثة سلطانيات، وثلاثة كراسي، وقطة محشوة تأكل دون جفن، رجل عجوز وامرأة جميلة جدًا. أصابع الرجل العجوز في حالة حداد، قدماه مقيدتان لكن أصابعه تنقران على الأرض، والمرأة ابنته وهي تبكي، وهي تحيك.
ينام چيروم على مرتبه
العائم: فروة رأسي تنفجر..
مود “صوتها رقيق ومريح”: هل فقدت شخصًا عزيزًا عليك؟”.
العائم: ربما
مود “تبكي باستمرار”: أيها الأب المسكين، أعرف من هو..
العائم: لا تبكي بعد الآن.
مود: لم يمت أحد لقد غيرت رأيي.
اصطدم طائر حجل القمم في حلقي ولا يسمح لي بالبلع بعد الآن.
مود “لم تعد تبكي، لكنها لا تزال تحيك الهواء دون صوف”
“هل تتألم يا أبي؟
العائم: نعم، أسمع المبولة تضحك بجنون لذلك أتألم.. تمتد عظام لساني، فتقسمه إلى نصفين حين أتثاءب، ويطفو حين أبتلع كنت سأمتص الطائر بأكمله بشكل أفضل.
مود “صوتها متعب”. اليوم وأمس، وقبل ذلك ودائمًا، لم يكن لدينا سوى الحساء..
العائم: “بلطف”: الفنان يكتب بعينيه أنا أكتب بصوتي.. ركزي نظرك على الصور التي أرسمها، ولن تشعرين بعد الآن بالاحتراق الحمضي للفراغ على بشرتك.
مود: “هل يفهمك أصدقاؤك حين تتحدث هكذا؟ أم أنك تتحدث بهذه الطريقة مع نفسك فقط؟ أفكر فقط في شخصيات الحياة المأساوية التي تتشكل حول عيني..
لعائم “يهز رأسه ويضبط شال الساتان بلون اللحم على كتفيه”
أنين دائمًا! مواء حقيقي يجمد دمك. أحيانًا تقلدين الريح، وأحيانًا تكون دموعك مثل الماء الساخن الذي يغلي في عروق سادية؛ كثيرًا ما تصرخين. لماذا لا تتركيني أحلم ألا تحب النساء أحلام الرجال؟ ربما هم خائفون.. هل تريدين أن أخبرك قصة ولادة أمك؟ أم تفضلين أن أحلم بلغة أخرى؟
مود: أنت مجنون يا أبي
العائم: أنا حمار أو متطرف على حسب حالتك المزاجية سترينني، أردت ذات مرة أن أصبح كاتبًا.
نهضت مود وبدأت ترتجف، شعرها الأسود الطويل ينسكب على وجهها وتنورتها المنقوشة تغطي ركبتيها.
ينهض العائم نصف وقفة ثم يجلس ضاحكًا: ماذا بك؟
مود: أحلم بهذا اللقيط مرة أخر.
تمشي ببطء شديد نحو چيروم كما لو كانت تسبح بلا جهد وبدون إرادة فوق نهر أبدي متدفق. ركلته مرتين بين الضلوع
چيروم يستدير ويعود للنوم.
تجلس مود وتبدأ الحياكة مرة أخرى
لعائم: أود أن أتأكد أنك سعيدة اذهبي واشتري كل شيء من كل مكان
مود “بخبث”: هل وجدت أي أموال في حفرة الفئران؟” ثم من أين سأشتري ماذا؟
غيرت نظرتها، ومرة أخرى ردت بهدوء: نعم، أبي؟
العائم: سأذهب غدا إلى الطبيب
مود “بإرهاق”: أي طبيب؟
العائم:أنا الطبيب.. لماذا تستفزينني هكذا؟ يجب أن تكوني زوجتي حتى تعامليني كما تفعلين.. ماذا؟ سأفتح حلقي على طاولة العمليات، وسوف يندفع دمي في كورولا من النار، ولا يسعك سوى التفكير في قول: “أي طبيب؟ كما لو كان ذلك مهمًا على الإطلاق. لكن أي طبيب. جميع الأطباء في صفوف ضيقة من المعاطف البيضاء والقفازات الحريرية؛ أطباء الأسنان أيضًا. ألا أغير الأطباء أكثر مما أغير قمصاني؟
مود “غاضبة لكن بتهذيب”: لا يوجد طبيب هنا، يا أبي. هذا ليس موسم الأطباء!
العائم “بصبر متململ”: ثم سأذهب إلى شخص آخر.. لا تجادلي.. قريبًا سوف تتزوجين
مود: لكنني متزوجة يا أبي
العائم “في نشوة”: سيكون زوجك طويل القامة لكنه بلا شعر.. رأسه مغطى بالذهب والريش يزرع الوباء ويداه تمزق لحمك الذي يفيض على رداءك. متوحش، سوف يمضغك قبل الذهاب إلى الفراش.
مود “بتردد”: لكن چيروم؟ قلت إنه زوجي
العائم: هل تتذكرين زفافنا يا مود؟ كنتِ جميلة. لم تكوني تعملين في الحياكة في ذاك الوقت.. نظر إليك رجل من تحت قبعته المخملية، ونطلق لسانه.. وحين حملتك هناك بالقرب من الباب عطست وقلت…
مود “قاطعته غاضبة”: نعم أبي.
العائم: هل تتذكرين عقاراتنا؟ البيت الأحمر مع مصاريع لباد ومداخن مزهرة؟ ركض الأريكة على العشب. الأطفال، أطفالنا، صعدوا على أكتافنا. لقد فعلنا اشياء معًا، كنت مثلية، ولديك بحيرة كئيبة مبتهجة
مود: إنك تنتهك الطبيعة بتذكيري بهذه الأشياء. إذا كنت زوجتك ولست ابنتك، إذا عشت هذه الحياة مرة واحدة معك ومع أطفالنا، اذكر لي اسمك وربما سأحاول تذكره أيضًا.
چيروم “طويل، هزيل، سبعة وعشرون سنة لا رجوع عنها محفورة حول فمه. الشك يداعب لسانه ملقط الرغبة يمزق عينيه إنه مجرد جرس وزوجته تعرفه يستيقظ وهو يصرخ، يغلق فمه بيد ملفوفة بقطعة قماش، وتبقى عيناه مرتعبتين”:
نفس الموت يملأ فمي عندما أستيقظ والخوف يقطع شفتي ساعدني يا أبي.
العائم: أفعالي تحدد أفكارك، وعسر الهضم يسبب لك القلق؛ أنا متعب، سوف تهدأ أنت أيضًا.
چيروم: نعم، الحياة تخنقني بالفعل، الكوابيس تختفي
يهز كتفيه ويمسح رقبته بإصبعين”: إنها علامة
العائم: ألا زلت تتحدثين عن انتهاك الطبيعة يا مود؟ أليس زوجك الغريب هو نفسه ضد الطبيعة؟ صنعت من أجل المحبة المأساوية والزائلة، من أجل الوقفات الاحتجاجية للموت بين شمعتين من اللحم، لقضيب المدرسة الضيق؛ أخيرًا لكل ما هو غير طبيعي ومزعج حسب الرغبة.
مود “دون النظر، بصوت باهت”: أنا أحبه يا أبي.
العائم: أعرف أن أذنيه تسمعان.. الآن سيول لحمك تتساقط حين تتحركين، أرى الزهرة المزدوجة لرغبته فيك وأعلم أنك تحبينه يا فتاة لأني أعرف قلبك. علاوة على ذلك، ألم أسخر نفسي لإرضائك؟ كل ما يأتي مني جميل بالنسبة لك، أليس كذلك يا مود؟
چيروم” يشير، يأتي ويذهب، يخدش نفسه، يصبح فريسة للتشنجات اللاإرادية: تعال، جيد، أنا مجرد دمية الآن؟ أنام دقيقتين، فقط وقت كافٍ لإنعاش عيني وكل شيء يتغير حين أستيقظ. اسمعني، أيها الرجل المسن، أنت على المسار الخطأ، ستدمرني وتدفعني إلى أقصى حد، سأدق رأسك هناك على ذلك الباب حيث اغتصبت زوجتي مود؛ لأنك تؤكد أنها تحبني وأنني تزوجتها. لم أسألك شيئًا.
مود “بصوت محايد” أحبك يا چيروم.
چيروم: أعلم، أعلم، أنت موجودة من أجل كل ما يناسب نوع جمالك الاستثنائي.
العائم “يقف أمام مود، يحدق في عينيها المكسورتين”: أنت تحبينه لأنني أريدك أن تحبينه.. أنت مدينة لي بكل شيء
مود: نعم أبي.
العائم “متكئًا على الحائط بصوت مكتوم قليلاً”: لقد جن جنوننا. ملامحنا في كامل وجوهنا خوفًا من أن نفاجأ، نتجول، نتذمر بالكلمات البشعة. هذا الصمت. هذا الكوخ غير المفهوم الذي لا أتذكر رغبتي في شرائه ولكنه مع ذلك ملجأنا الوحيد. يقترب الموت، يبطن أفواهنا بالتجاعيد، ويبتعد. تمر السنين مثل كتل الجليد في الليل، وتتراكم الأشهر في شكل مقرنصات من حولنا، والضحك المهبلي يزعجنا؛ أنا خائف.
مود “بأنين”: أشعر بالبرد.. في كل مرة أريد أن أقوم بعمل مكياج، عليَّ أن أكسر المرآة لأطارد الآخر داخلي؛ لم أعد أجرؤ على خلع ملابسي خوفًا من رؤية ثدي آخر يزين صدري؛ أرخبيل من الأرق يحيط بجبهتي على الوسادة… وبعد ذلك، أنت…
العائم: ماذا؟ أنا؟
مود. أنت تعرف أكثر مما نعرفه. إذا كنت تعرف الحقيقة، فأخبرنا دون محاولة تشتيت انتباهنا على طول الطريق. اين نحن؟ ولماذا؟ من نحن؟ ما اسمك؟
العائم “محرج بشكل واضح”: لا أعلم
مود: إذا كان على أي شخص أن يعرف، فهو أنت
چيروم “يشير مثل طاحونة الهواء”: لا. لا. ليس بعد. الوقت مبكر جدًا لهذه المحادثة التي تبدأ في وقت مبكر كل ليلة. رأسي ينفجر، أخبريه يا مود، سوف يتسخ فستانك الجميل مثل تلك الليلة أنا أتألم شفقة عليك..
العائم” بازدراء”: الصمت يجعلك تصرخين، والكلمات ترعبك
مود “بشكل محب”: قل لي اسمك يا أبي، فقط اسمك ولن أسألك أكثر من ذلك.
العائم “بيأس”: لا أعلم
مود “بشراسة”: لقد زرعت الشك في چيروم.. يجب أن أعلم؛ قُل شيئًا.. تروي آلاف القصص عن كل شيء، أعط لنفسك اسمًا..
العائم: لا أستطيع.
چيروم “وهو متعب”: جيد، جيد، دعونا نأكل ونصمت. دعونا نتوقف عن حوار الحشرات هذا. كفى كلامًا، تحيات عالية، مصافحة، فرك الخد، إيماءات الأقزام، ارتداء الملابس وخلع الملابس، الهراء في الهواء، التهديدات، السخرية والتنكر، يكفي؛ لا يزال الوقت مبكرًا جدًا.
العائم: لقد خلقت حالة غير معروفة حتى الآن؛ عبيد الذاكرة “غالبًا ما يتم اختراعهم” دون فصلنا في الوعي عن بعضنا البعض بأي حاجز من الوقت أو المكان أو اللحم، نحن نندفع في رأسي مثل البيض.
چيروم: أنا أجادل في فكرتك، أبي. إذا كنا مجرد عرق عقلك، فلماذا نعاني وحدنا؟ ألا يمكنك أن تشعر بالألم في عظامي حين أقوم بكسرها، ولا ببهجة مود حين تعض أسناني فخذها؟
مود “بعد تقبيل يد چيروم قبلة طويلة”: لا تتكلم. لا تفكر أكثر. لن نعرف الحقيقة أبدًا ربما نكون مجانين وبالتالي محبوسين هنا بعيدين عن أي عاطفة. ربما نحن في عداد الأموات دعونا ننسى كل شيء تجاه بعضنا البعض.. يرتفع عقلي مثل طائر يشرب ملئه من الغيوم، لنستسلم لأنفسنا.
“وهي بين ذراعي چيروم”: صديقي، صديقي، من الأفضل ألا نفكر، أن نتوقف عن الاستماع إلى هذه القطعة اللحمية التي هي أبي، كلبي الذي يكذب علينا بفم المجاذيب الصوفيين الملتوي. استرح
تضع مود جبين چيروم على كتفها، تمسك شعره، وتهمس: النوم، الحب، النوم، اتبعني، يا صديقي، دعنا نسير برفق على طول شارع البوليفار.. يدك تمسك خصري بين أصابعها التي ترتد. نوم، حب، نوم، اغرق دوني، عيناك في راحتي مثل العملة المعدنية. ملف، زورق، في تعرجات الأشجار الغارقة، اقتحام القمر يحطم قلبي. النوم، صديقي، النوم، على غير هدى، سوف نشاهد
العائم “يملأ غليونه”: مؤثر جدًا، يا فتاة، لكنه لن ينام.
مود “بعدوانية “: لما لا؟
العائم: لا يريد.
چيروم “يفرك عينيه ويستيقظ” في الواقع، أفكر كثيرًا، لن أتمكن أبدًا من النوم؛ الوحدة التي تحيط بنا تمنعني من القيام بذلك.
العائم: تسقط الوحدة.
“بإصرار”: نحن نعيش في مدينة ضخمة غير مرئية.
مود “لا تزال على الأرض، تلعب بحافة تنورته: لماذا الغيب؟
چيروم “يسير ذهابًا وإيابًا”.
خطبة أخرى
“يركع”
العائم: لا تقاطعني. الوحي يتلبسني.
نحن النخبة، العقول غير المشبعة للبشر النمل، الأرواح التي يجب أن تعاني لإنتاج الطاقة اللازمة.
چيروم: أسمع قطارات تعبر حقول من الصلبان في الضواحي ليلاً حين أنجب الأطفال في الضباب وعيني مغمضة.
مود “صوتها مليء باللوم”: أنت تنام مع أبي، چيروم، وأنت تعرف ذلك.
چيروم: كنت أرغب في مساعدته في تحقيق حلمه.
العائم “ذراعاه في الهواء بشكل مهيب”: أرى البلدات تتنفس مع نبضات طويلة من البهجة، والمنازل ذات الأسقف المنخفضة المحاطة بالأراضي البور حيث ينمو الزنبق الكريستالي.. أرى جنودًا في صفوف رفيعة من أعمدة التلغراف، وعمالاً يعملون وهم مقيدون ببعضهم البعض بواسطة بنكرياسهم مثل الفئران في مجاري مظلمة من المتعة؛ الشوارع التي تصطدم وتتزاحم في جميع الأوقات. من جميع الجوانب، لا تسبب العدم ولا تسبب الفوضى الشعثاء إجهاضًا بعد الإجهاض.
مود: فهل نحن ملوك؟
العائم: نحن جوهر، أصل كل شيء، نزين آلة الحياة بدموعنا، مثل أنبياء الأمس نتعرق حتى يتمكن الآخرون من المضي قدمًا ومن أين أتينا؟
مود: لذلك، مثل ملكة النحل، نتغذى ونتسامح من أجل تخصيب الأجيال القادمة.
چيروم: غذاء! لدغات اللعنة! جرذان، حشرات على الأريكة، أنفسنا، السقف.
مود: كيف سيحل المجتمع محلنا بعد أن نموت؟
العائم: لا أعرف بعد الآن… أنا متعب.
چيروم: حُكم على ملوك مضحكين بالعيش مع من يحبونهم من الصباح إلى الليل دون توقف لحظة، دون أن يعرفوا من هم.
مود دون القدرة حتى على تغيير الملابس الترفيهية.
يخلع “العائم” شاله المصنوع من الساتان بلون اللحم ويمرره بقدسية إلى مود، التي تضعه على كتفيها تحت شعرها. كل هذا دون كلمة.
چيروم: في الحقيقة، من أين أتوا بهذه الملابس؟ من اختارها؟ ما الذي يختبئ تحت ثنايا الضمادات؟
مود “بتنهيدة”: من أين أتينا؟ أود أن أكتب إلى شخص ما، ليكون لدي أصدقاء مشغولون..
تتجه نحو العائم، ويظهر عليها عدم الاقتناع: ما اسمك؟
العائم: من يدري؟ أعمى، لا نرى إلا ما نعرفه: موقع الأثاث، الخطوط العريضة لوجوهنا، ثقب مؤخرة الجرذ، الوقت
چيروم: “كنت سأضرب الماء حتى ينزف الدم إذا اعتقدت أنه يمكن أن يعلمني أن أرى، أن أعيش، سأقتل الجرذ الأخير… هل أنا متأكد من أنني زوجك؟
يقترب من مود التي تسقط عند قدميه، ويمشي في الغرفة يزاحمها، ويسحبها من شعرها دون أن تكافح: ربما كنت زوجة الأب. هذا من شأنه أن يفسر حلقة الباب، سماكة خصرك، ورائحة شعرك، ناهيك عن حبي له.
“تسقط مود ويأخذ رأسها بين يديه”
“مود تجلس على كعبيها”
مود: أنت تشك كثيرًا. انظر إلى وجهي، قبو حبي سيهدئ بريق الألم: فمي يبتسم لك؛ انس انس بالنسبة لي وجهك هو وجه الله، احملني بين ذراعيك حتى يتلاشى الأثر المتأرجح لنظراتك ويضيع في فمي مثل قطرة مطر في المحيط. اتصل بي تيجران.
چيروم: تيجران!
“يدفعها بعيدًا بوحشية”: أنت تقولين ذلك لتفتنيني، أيتها الأفعى، وتسكبين الزيت على إيماءاتي المضطربة.
مود: أنا تيجران.
چيروم: أنت تعرفين قلبي ورغبته في أن أكون السويدي، عاشق تيجران الجميلة، المجمدة، ملكة الثلج، على الرغم من شعري الأسود ولهجتي الجنوبية. أتذكر برودة فمي اللذيذة على سفوح الجبال المدفونة. سباقات ليلية مجنونة تحت القمر، لإخوتي العمالقة الشقر، يقفون على زلاجاتهم بجوار النار في المساء يقسمون في الجعة.
العائم لا أحد يشرب الجعة في تلك البلدان.
مود “محمومة”: لا تستمع له.. كنت هناك يا چيروم، وسيم في “أنوراك” بلون النبيذ وحذائك موحل بالطحالب أنت السويدي حبيب تيجران.. تتألق شقراواتك على الرغم من تمويهاتك. شعرك مصبوغ، وأنا أعرفه منذ زمن طويل؛ في الصباح يداي سوداء من مداعبتك طوال الليل؛ إنها دهنية، كما لو كانت مطلية بطلاء الأحذية أو السخام.. كل مظهر من مظهرك يترك ظلاً حيث يهبط، لقد قمت بتلويث عيني بتلاميذك السود النفاثين. أنت مصبوغ يا حبيبي، أنت مقنع؛ ربما تختبئ من الشرطة؟
العائم “يتحدث من بين أسنانه”: زوج ابنتي قاتل، يعيش تحت سقفي وينام في سريري.
كل شيء واضح يا فتاة: لقد تزوجك ليقترب من أموالي. لقد جاء يزحف إلى هنا إلى مسكني المخفي المزين بالأحجار الكريمة مع ابتسامة الخطيب المنافقة المنتشرة على شفتيه مثل الزبدة، وشارة الصداقة على عضلاته ذات الرأسين.
مود: أي تبرير؟
العائم: أنت تدافعين عنه. لقد قبلك هناك أمامي تحت النافذة، ووقع توقيعه الملتهب على لوح بطنك وقمت على الفور بعمل أشياء من أجله.. بعد أن أصبحت شريكة له، قمت بتجهيز القاتل بدقة التدبير المنزلي الباردة الخاصة بك وكل ما تبقى بالنسبة لي هو استئناف رحلة رجلي العجوز الخاص.
چيروم “بحماس”: ما هو هدفي؟
العائم “بمرح”: تريد قتلي، بالطبع.
چيروم: أنتم تقتلون! أنا ملئ بسعادة غريبة.
مود: يجب أن تكون الحقيقة.
العائم إلى چيروم: نعم، ولكن عليك أولاً أن تجد كنزي. أنت تبحث عنه بين ظل رغباتك الدموية، على لحم يدي المتجعد، باللون الأصفر للسماء، في تمرد الجنس. أنت تسعى إليه حتى في أحلامي. أنت تعلم أنني لن أعرضه عليك أبدًا ببعض الإيماءات اللاواعية. لم يساعدك الابتزاز يوما، تركتني مود عدة أيام دون أدنى بلورة من الأوساخ بين أسناني ودون تعذيب حتى.
“يخفض چيروم رأسه“: أظل أملك نار النقاش الأخيرة، حيث ستنهار روح الرجل العجوز الذي أنا عليه من التعب، مستسلمًا تحت السيوف القاتلة لعباراتك. حسنًا سوف تبحث عبثًا.
مود: أبي، أنا أبكي بارتياح.. ليتني فقط أتأكد من جدية ملاحظاتك. هذه هي قصتنا. هل نناقش هذا في المساء بالقرب من النار؟ “تومئ تجاه الموقد المنطفئ” حين تغفو في كرسيك مثل الطحلب عند سفح شجرة بفمك المفتوح؟ هل أنا تيجران؟
چيروم “يهز رأسه بعنف”: دائمًا نفس الشيء! أنت تصدقين على الفور هذا الرجل متعدد الأوجه، مما يجبرني على الشك في حلقي. أين النار التي نخطط بها؟ ما هذه المؤامرة؟ اهدأي، أنت لست تيجران بعد.
مود. يقول إنني أحبك يا چيروم وأنا أصدقه.
العائم “بمكر”: نعم، لكن ليس لدي جوهرة واحدة، ولا حتى نقود. لكي يكون كل ما قلته صحيحًا، سأحتاج إلى بعض الأشياء اللامعة، وبعض الحجارة في مواجهة الحسد.
چيروم: أين سكيني اللعين؟” دعونا نقتله قبل أن يغير رأيه؛ تعجبني قصته. دعونا نشويه بالسيخ قبل أن يطمس لسانه المعدني المصقول معنى ماضينا “يبحث تحت سترته عن السكين”.
العائم “بغضب”: ماذا تقولون؟ أنا سيء بالنسبة لكم…
مود “تتحدث بشكل حالم”: تيجران! امرأة من اختراعك ، امرأة حياتك…
چيروم “بانتصار، وبطريقة محمومة”: أنت تيجران، وأنا السويدي.. عشت هنا في الثلج، منسيًا في شقوق الجنون.. لقد بحثت عنك وتزوجتك من أجل أموال هذا الأحمق. سنقتله.
العائم “يستكمل حديثهما”: لم تعد عيني تعرف أين تطأ قدماي. لقد ارتكبت خطأ في مكان ما.
مود إلى چيروم: أنا سعيدة، سعادة غير قابلة للفناء مثل الماء. أي عبقري أنت يا أبي! لقد ولت الثقوب المظلمة التي أفرغت صدري، وذهبت ليالي المعاناة، وذهب عدم اليقين. أنا ابنتك، أبي، لن أكون حبيبتك بعد الآن، لم أكن أبدًا حبيبتك، نسيت كل شيء عن جسدك. لقد استعدت نقائي مرة أخرى، چيروم! ستفقد حياتك يا أبي، لكنك ستربح طفلاً.
العائم “يلهث”: ليس بهذه السرعة تقرأ أدمغتك كل شيء بانعكاس مثل المرايا التي تفك رموز خربشة ذبابة ذات أرجل قذرة على ورقة نشاف.. عليك أن تستخدمين الفطنة. حياتي إلى الأبد في حالة كسوف؛ يمر الوقت الحالي عبر ذاكرتي، ولغتي، وأذني، وعقلك الحريري، ويتغير عبر عزل نفسه ما ظننت أن هذا لم يعد صحيحًا في أفواهك.
چيروم الوقت غير موجود بالنسبة لنا، ها هو الأمس دائمًا. يلعب بسكينه.
العائم: غدًا لن تهتم بما قلته، ستكون مختلفًا بالفعل. أنت لست ابنتي يا مود، أنت زوجتي. سافرنا معًا على رمال صحاري الروح، عشنا معًا نهاية الفصول. فقط تذكري بالأمس أن وركيك رجعان للخلف مثل ظلال الشمس على إطار الباب؛ الفراشة التي تم لصقها بفمك، انحرفت بين ذراعي، انحرفت مرة أخرى على كرسيك مثل دمية من لحم، مثل كدمات حادة…
چيروم: كفى! كفى! لا أريد أن أتغير. أيها الأب الزاني! أردت أن تساوم ابنتك، وأن تشتري عاطفتها بمداعبات لا يمكن وصفها، أجبرتها على ارتداء استقالة في قلبها مثل ثوب حداد.. لكنها ستقتلك ستقضي عليك؛ سوف تموت بين أيدينا مثل بعوضة تسحق على الحائط، لدينا الخلود ينتظرنا.
العائم “يسعل بشدة”: أنت بحاجة لي لأعيش.. من سيخبرك بتفاصيل هذه القصة؟ أنت تعرفين فقط كيفية إضافة بعض أغصان الحرير على نسيج خيالي الهائل. علاوة على ذلك، لا يمكنك قتلي، أنا مقتنع بأنني غير موجود؛ كل صباح يستيقظ شخص غيري في سريري. ما لم يكن السرير هو الذي يتغير…
مود “تضحك”: تراوغ وتخدع وتحاول خلط الأوراق. أنت محكوم عليك يا أبي. لقد أغويتك لإعطاء تأثير وشكل لفكرتك عني كعروس لك؛ النساء كالحيوانات تنحني رؤوسهن في قطيع. أسعدتني فكرتك للحظة وأطعتك ظهيرة واحدة دون قبعة. إلى جانب ذلك، لم يكن هذا الفعل دون دافع تمامًا؛ بعد أن اقتنعت بإخلاصي، كنت ستوضح لي موقع الكنز الذي نسعى إليه عبثًا كل ليلة، أنا وچيروم.
چيروم: غموض الغباء له مزاياه.. أي بصيص من العقل يستطيع أن يغمر على الفور الريف المفتوح لعقل الأبله الذي أنا عليه ويترك بصمة لا تمحى؛ هكذا لا أستطيع أن أنسى أنني كنت أعرف تيجران، وربما كنت عشيقه.
العائم: كل شيء يأتي من هناك. ذاكرتك بوق في صمت هذا الجحيم المدمر.. أنا، رجل عجوز منطقي ومضحك، أحاول اختراع الحقائق التي تناسب الهلاوس العاطفية والأطراف المتهالكة لانطباعاتك. أقوم بتحويلك يوميا. كيف! أنسج جنيات أوراق الشجر المثلية لتشتيت انتباهك وتريدين قتلي؟! فكري في ملل أيامك، في الليالي بدون قفزات مرنة إلى الخيال. بعد موتي، لن تتحدثا مع بعضكما البعض، ولن يكون هناك أحد لإثارة نقاشاتكما، ولن تقبلا بعضكما بعد الآن؛ الحب دون جمهور يفقد رائحته تمامًا كما ينتهي الأمر برائحة زجاجة عطر غير مسدودة في الفراغ.
مود “تخبط على الأرض بأقدامها”: تسمع له يا چيروم، لسنا بحاجة إليه؛ بمجرد أن يخفت صوته لن يكون لدينا أي شك، سأكون تيجران. سوف نعيش.
چيروم: لقد نقعنا في عسل رواسبه. يستمتع حين يتلفظ بأبشع هراء.. هل تتذكرين كيف أصر على القول بأن البيوت الضخمة تحيط بنا؟ وأظهر لنا أضواء قطار السماء.
مود “بقرف”: رأيتهم.
چيروم “يدور في الغرفة حول الجراموفون”: استمعي لأصوات أطفال يرقدون فوق الأشجار عند الغسق.
مود: سمعناهم. مثل الجرذان في بطن رجل يحتضر، وقعنا في شبكة من الأغشية؛ لقد حشونا أنفسنا دون أن نكون قادرين على تحرير أنفسنا.
العائم: أنا مسن، حزين، قذر.. أنا الأب.
چيروم: نعم، لكني أنا من اخترع قصة السويدي.
مود: ينمو الحمل الذي يحتاج إلى المساعدة بشكل أسوأ من التدرج الجبري.. لا تشكي في نفسك، تيجران هو الشيء الوحيد المؤكد في فقر الدم الملون في حياتنا الجماعية.. دعونا لا نتجول في دوائر فارغة مرة أخرى.
“تغلق مود عيني چيروم مثلما تنغلق عيون الموتى؛ تحتضنه”: اضغط بسكينك على قلبي على بطني. لدينا ماض جميل، منحرف إلى حد ما، لون الضباب محاط بملامح ناعمة، ماض يفر بشكل غريزي من تأثيرات الضوء؛ فقط صدقه يا حبيبي
العائم “يضرب المنضدة بيده”: لماذا تقتلونني؟ ليس لدي بنس واحد مخفي. بعد القتل ستكونون قريبون جدًا من الحقيقة؛ حتى السعادة من مسافة قريبة تفقد رائحتها، عليكم أن تبتعدوا قليلاً كي تستطيعون التقدير بشكل صحيح.
چيروم: حسنًا، سنقتلك من أجل اللاشيء.
“يلتصق إصبعه بطرف السكين”: لماذا نحتاج إلى سبب؟ فقط الضرورة تحدد الأولويات
العائم: أنت مجنون، مجنون!” وأن أظن أنني لا أملك القوة لأثنيك عن حماقتك. أفتقر إلى الفراغ والهواء. يبدو أن روحي منتفخة من الخوف تريد قطع روابطها لتطير بعيدًا بغباء مثل جلود الماء نحو أغصان النجوم المبتورة. لا أستطيع أن أدافع عن نفسي ضد هذه الموجة العارمة من القسوة التي تهددني.. ماذا أقول لك؟
“يمشي ذهابًا وإيابًا، يعرج بالتناوب بكلتا ساقيه؛ يعرج دائمًا نحو الجانب الموجودة فيه مود”: ستظل آلاف الجوانب من هذه القصة في الظل. ويل لي أيها الرجل العجوز الفقير. أنا أذكى منك، أستمع إلى الأصداء الغامضة التي يتردد صداها بين الأعمدة المجنونة في عقلي، وإذا تركت لساني يتأرجح بين أحجار ذاكرتي، فهذا فقط من أجل سعادتك. يتعثر، لساني المسكين.
“يسحب لسانه بين إصبعين وينظر إليها بحول”: تحفرين قبري. الجو حار في هذه الغرفة، بخار العاطفة يخنقني، يخرج من ياقتي في نفث من الدم؛ سوف تنفجر عيني مثل القروح الباردة. أعمى! سأموت أعمى!
مود “بصوت هامس”: اقتله إن كنت رجلاً؛ لم يعد يرانا. حان الوقت.
چيروم “يدلك رأسه بكلتا يديه”: لماذا تدعى مود وأنا چيروم؟
مود: هل تشعر بالألم؟
“تقبل يده”: أي مرض يقضمك؟
لماذا لا تدع الإيمان يلين أذنيك؟ لا تفكر أكثر، صدقني.
چيروم “بلا صبر” أنت تؤمنين بسهولة.
مود “تتحدث من بين أسنانها”: اسمك چيروم لأنك تهرب من الشرطة وأنا مود لأكون بالقرب منك في مرآة التخفي.. دع اليقين اللذيذ يثري فمك.. ينهيه! أريد أن أضع حدًا للكرب، وأن أضع حدًا للمعاناة كما حدث خلال ليالي التعاسة الطويلة عندما كنت أبحث عن والدتي، وأرسم ملامحي بأصابعي على القالب الهادئ لوجهي، لأجد نفسي فضولية في الصباح في ماء الحوض الراقص.
چيروم: كنت أحصي شخير أبي حتى لا يخضع لاستجوابي مرة أخرى.
مود: كان يشخر لأنه علم أنك تستمع إليه حين يسخر من الناس في أحلامه. لم أعد أمشط شعري خوفًا من إزعاج ذكرى خطرت لشعري.
العائم: أنا والدك. لا يمكنك قتل والدك، أنا الرابط الوحيد بينك وبين طفولتك، لقد عرفت ذراعي أمك المرتعشتين، دفء ابتسامتها عديم اللون، بتلات حبها المستديرة، كل يوم سوف أتذكر التفاصيل. ستعرفين كل شيء، ستكونين أغنى من وريثة، سأخبرك عن منزلنا، سريرك الأبيض الصغير بين الألعاب المشتعلة، حصانك الساخر الذي يقف بجانب المصباح؛ من غمد والدتك الأسود على السجادة، حيث ماتت، هنا على السجادة بين الزهور.
چيروم “ويداه في جيبيه، ساخرًا”: إذن لم تعد مود زوجتك؟ هل تنفي ذلك أمام الشهود؟
مود “غاضبة”: إنه يربك كل شيء عن قصد. ابصقه يا چيروم.. لا أستطيع أن أفعل ذلك، سأفسد كل شيء. قال ذلك أنت قاتل ووافقنا على فكرته. خذ السكين الخاصة بك، وأثبت بالدم أنني تيجران وأن هذا الحلم حقيقي.
“تسقط على ركبتيها وتبكي بهدوء ويداها ملتفتان على وجهها وشعرها يفيض على وجهها”
چيروم “يجلس”: أشعر أن صحتي تضمحل تدريجيًّا. لا بد لي من إبقاء عين مفتوحة. قد تكون هناك فخاخ تحت كل هذه المساحات الخضراء للكلمات. تفوح من هذه الغرفة رائحة المستنقعات، وقد سمعت مؤخرًا كائنات سائلة تتحرك حولي
مود “بصوت هستيري، أجش ومنخفض”: اقتله!
چيروم “ببطء، آسفًا”: لا أستطيع.. أعرف أن لحمه الطري مطوي بملابسه الداخلية الجلدية؛ أتخيل سلسلة من الأشواك تتدحرج حول فخذه؛ أعرف جيدًا كيف تخترق السكين قلبه، وهي تتلوى كالفتاة بين ضلوعه؛ أسمع أنينه…
مود “بازدراء”: أنت خائف.
العائم “بهدوء”: ننام معًا يا چيروم.. أمسكت برأسك عندما هددك الظلام بملاقطه الحديدية؛ يدي المسطحة الدافئة هدأت كوابيسك. لطالما كنت صفيرًا لحماية روحك من الشمعة حين ترفرف مثل غناء امرأة؛ تنام هناك على كتفي العاري تحت تنوراتك اللحمية الفاترة، أيها الطفل، دون خوف؛ لأنك خائف في الليل يا چيروم دون أن تقتل.
مود “تقرفص”: رائحة أصابعه مثل القتل.
العائم “مقاطعًا”: لا تستمع لتلك المرأة، إنها الشيطان. إنها الحسد، الشهوة، الكسل، الضجر.
چيروم “مندهشًا”: أنت أبو الكنيسة.
“يرفع العائم يده كما لو كان يبارك الحديث” چيروم: حين أغواني، كانت أنفاسه نتنة، ولسانه متعرج مثل البومة؛ سمعت أجراس الجحيم الجوفاء وتحرك جسدي دون انتظار أمري. منذ ذلك الحين، أحمل علامات أسنانه في أكثر أماكن في جسدي سرية؛ يتجول عقلي من مكان إلى آخر دون أن يلتقط أدنى قدر من الصفاء؛ ذكرياتي تتسابق وتهرب مثل الحمير. لم أعد أستطيع المشي.
نعم نحن في الجحيم: جحيم البشر. أنت لا تتذكرين أي شيء، فأنت تتألمين. لا نعرف شيئًا عما يهمنا، ولا حتى مدة هذا الوضع، ولا حتى سبب بدايته. لقد متنا وهو هنا ليعذبنا بين أعضائه ودماغه تشبه الفول المجفف في المعدة.
مود “بإرهاق”: الآن هو يلفنا مرة أخرى.
چيروم: نعم، لكني لا أستطيع قتله، أنا أشعر بالبرد القارس.
العائم “يده على ركبة چيروم، وعيناه مليئتان بالدموع، بفم مثل وسادة من الريش”: لا، يا چيروم، لا، أنت تحبني.
مود: لكن فكر في شيء آخر، تسوف يسكر. ثم ندفنه بسرعة في الحديقة تحت الثلج. سترى، كل شيء سينجز بهذه السرعة؛ سأساعدك..
چيروم: “يقف صارخًا”: لا تدفعينني للجنون!” ما الحديقة؟ من تمكن من فتح هذا الباب الملعون ليرى ما يختبئ وراءه؟ ما هو جدار الفم؟ أي ممر مائي يشقه؟ ربما يكون الفراغ هو الذي يسخر من جهودنا السيئة في الهروب، وربما السماء.
العائم “بصوت رتيب”: نحن في مدينة..
مود “ساخرة، صدرها مضطرب بالدموع”: ماذا عن الجحيم يا أبي؟ وماذا عن الشيطان؟ إذن أنت لم تعد البابا؟
العائم “بانزعاج شديد”: أعتقد أننا في القمر، جحيم الشيوخ، مدينة شاسعة من البؤساء تحيط بنا.
چيروم: سيكون ذلك تفسيرًا للصمت وهذا الشعور المستمر بتساقط الثلوج.
العائم “مسترخيًا”: ابتكرت صرخة الحب هذه لمساعدتك على الهروب. سأروي لكم قصصًا أخرى، أجمل، أقوى، كلها ملطخة بالدماء وفرح الأميرات؛ حكايات واقعية بالكامل.
مود: سوف يبتعد عنا وسنعود فقراء كما كنا من قبل.. لماذا إيمانك لا ينضب؟ أنا متأكدة من أنني تيجران.. أنا أعيش حلمك يا چيروم؛ لماذا لا تستطيع فصل الكذب عن الدنيوية؟ الجو بارد دونك.. أنتظرك بخرق مفتوحة.. لا تدع نفسك تنجرف بعيدًا عن عاصفتنا الرملية، بكلمة واحدة. لقد حان يوم تجريب المُثُل. اقتله يا چيروم، أوقف هذا اللسان المليء بالحيوية الذي يطمس ملامحنا يوميًّا؛ اكتب على جسده المترهل أننا موجودون مثل تيجران و، و…
“تتحدث بفوضوية شديدة” لكن ما اسمك؟
چيروم “مندهشا”: چيروم!
مود “تصرخ”: لكن لا! دمية فقيرة بلا رأس، اسمك هو السويدي؛ هذا هو اسمك الحقيقي.
العائم “بانتصار”: هل ترى! أنت بحاجة إليَّ في كل لحظة للإشارة إلى ما يتغير باستمرار في شخصيتك.
“چيروم ورأسه مقابل النافذة، وبعينين جامحتين”: نضيع في متاهات من الكلمات تحمل أمراضًا غريبة. نتجول بلا هدف، معًا ولكن دون معرفة بعضنا البعض، حجابنا الطويل هو البكاء على الأرض؛ مختلطين ولكن إلى الأبد. أبسط المصطلحات التي تسقط من شفتي تتغير وتصبح حيوانية، شريرة. أنا أستمع إليك يا مود. جملك غادرة، متشعبة، أنا أكثر من ورقة شجر ممزقة من قاموس دون مترجم.
مود: انقذ نفسك يا چيروم. يمكن أن تكون الحياة جيدة بغباء.
چيروم: لقد استعدت الأمل لفترة قصيرة، وشعرت أنني على الطريق إلى قدري الحقيقي؛ كنت سأعرف وجهي، رائحة المرأة التي أحبها؛ شبحي انقسم إلى نصفين وقفت بجانبي، متحمسًا مثلي، جلدي يسيل لعابه بسرور؛ كنت رجلاً تقريبًا.
مود: بطعنة واحدة يمكنك أن تصبح رجلاً، دون جهد أو ذكاء، دون كلام.
العائم “يرفع يديه ويهز كتفيه ويفك ياقته ويتنهد”: لا زلتم مستمرين.
مود:إنه ماكر جدًا بالنسبة لنا، يا چيروم؛ نحن كائنات من طين، تستحم في الأثير. لذلك سأستمر في مواساتي لقلة النزهات معك أو مع حبيبي أو معه حسب دفء مشاعري. سأستمر في البحث في أعوج كتفك عن سبب الفصول، وسوف أنحت جوانبي كما كنت من قبل في أدنى كلمة تتأرجح في الهواء النتن لقفصنا؛ سوف أعاني.
العائم “يقوم بإيماءة كريمة بيده”: سأروي القصص، سنغني، الحياة ليست سيئة للغاية.
مود: اعتقدت، مثلك، أننا سنرى أشياء عظيمة هذا المساء؛ لكن ليس هنا بل هناك.
العائم “بتأكيد شديد”: أنت لا تتذكر حتى أحلامك في الليل، فأنا الرباط الوحيد الذي يربطك بالحياة الواقعية، وتريد قتلي.
مود لقد انتصر علينا ضعفنا. تجعدت أجسادنا وترهلت.
“ببساطة، وغموض”: أنا أحبك يا تيجران.
العائم: آه لا! چيروم “بشكل حالم” تيجراااان.
مود “غاضبة، وعلى وشك البكاء”: إذن ساعدني بدلاً من النحيب. إذا كنت تريدني أن أكون تيجران عليك أن تثبت أنك قاتل.
چيروم “وسكينه يتدلى من يده”: رائحة جسدك تقترب مني وتتراجع حدود مقاومتي للجريمة.
مود “آخذه چيروم بين ذراعيها وعيناها مرسومتان”: نعم، نعم، أنت جميل جدًا على زلاجتك.
العائم “بغرور”: أنا شخصيًّا لا أرى سوى إيطاليًّا يرتدي النعال.
چيروم “يدفع مود بعيدًا”: لماذا تقول إنني إيطالي؟ ما هذا المخطط الجديد؟
مود “بنصف هستيريا”: انظر إلى قدميك يا چيروم.
چيروم يرتدي نعالًا حمراء مزينة بالفراء
چيروم: لا تتأثرين بسهولة؛ تنحنين مثل القصبة في كل مرة يلقي بفكرة في وجهنا. يحولك. إنه يثير حواجز بيننا، حواجز من الجنون تنفجر ناضجة وتتركك تلهثين، شفتاك تنزفان.
العائم: يده على جبهته، يتحدث ببطء شديد ويبذل مجهودًا واضحًا في الحديث.
منزلك على بحيرة كومو؛ اسم والدتك ريتا. عائلة كبيرة من حفاة الأقدام ينسجون مسابح من الرقة حول سريرك. أرى الورود على الجدران البيضاء، والنبيذ في نظراتك يسبح بحرية في النسيم. مجموعات من الوحوش وخوار على العشب الرطب، بيض مليء بالأشجار، وأصدقاء.
چيروم “يتحرك كثيرًا”: ريتا.
مود “تأخذ إبرة الخياطة. وفي صوت حنون”: هل كان يحبني؟
العائم: أنت زوجته. كانت خطوبتك طويلة وتنانيرك قصيرة. غالبًا كنت حامل.
مود “مقاطعة”: أطفال.
العائم “بشكل قاطع؛ الكلمات تأتي بسهولة”: لقد ماتوا جميعًا باستثناء من يكتب إلينا كل أسبوع.
چيروم “قطعة من الورق الفضي في يده”: ها هو أصغرهم.
العائم “على عجل”: نانو؛ عنده ثلاث سنوات.
مود: متى سيأتي يا أبي؟ لا أطيق الانتظار لرؤية أردافها الصغيرة ذات لون الخطمي مرة أخرى؛ يداها تقبضان قلبي. أعاني من صعوبة في التنفس.
چيروم: عمري ثلاثون سنة.
مود “تقفز على الأرض بحزن شديد”: كنت سعيدة. لا تسأل عن أي شيء. لا توقظني، لا تقل أي شيء أشعر بالشمس على ظهري العاري، والماء العذب يداعب فخذي دع الغرفة تكون مليئة بدخان الأحلام، تتدفق بلطف على الأرض المعشبة، تعانقني؛ لا تحصل على المزيد من الحيل الدماغية. تتدفق معي…
تستلقي على الأرض؛ ذراعها تغطي عينيه
چيروم “يجلس، وينفث”: لديك اسم إنجليزي.
العائم “بيقظة واضحة”: لما لا؟ فكر في البحيرة الخضراء الجميلة مع انعكاسات السماء؛ أشجار البرتقال تتفتح، والمندولين أيضًا؛ تدفئ الشمس الياسمين الذي يتسلق على طول جذوع الفيلة؛ في كل منزل من الطين، تنام قطة باقتناع؛ في بعض الأحيان تمطر بلطف شديد.
مود “بعيون مغلقة”: ما اسمك يا أبي؟
العائم “بانزعاج”: لم أعد أعرف.
چيروم “ساخرًا”: اخترع. اختلقه بسرعة أيها الرجل العجوز قبل أن أفضحك كمحتال.
العائم: أي أب له اسم؟
چيروم: أنت لست أبي. لدي الحق في معرفة اسمك.
العائم “بسرعة”: زوجتي سوف تهجئه لك.
مود “تمزق خديها بالدموع. فمها دائري حلو”: أمي! أمي مع فخذين من الحديد الساخن في الشمس، وصدور من الهلام الأبيض.
چيروم: أنا أسمع.. أسعى بشكل محموم لتوجيهي؛ للشمال، الشمال الحقيقي.
العائم “مشيرًا إلى النافذة”: ها هي نجمة المساء.
چيروم “بقوة”: لا تحاول أن تلعب بي، لا يوجد شيء خلف هذا الزجاج.
مود “بشر واضح”: نعم جدار.
چيروم: جدار خلف الباب، وآخر في المرآة، ونسر رأسه لأسفل في الحوض؛ تيجران تيجران، أنا مجنون.
مود “ببرود”: تيجران! مبيضي يموتان بداخلي، أنا مجرد ألم.
چيروم “يسقط على الطاولة، وتقع قبضته على خشبها”: تيجران، الحبيبة، الضائعة، المرأة الضائعة؛ ليس لدي سوى اسمك ليغطيني..
العائم: من فضلك من فضلك.
مود “مرة أخرى بثقة: لديَّ بوصلة في بطني، استمع إليها، تخبرك أنه يجب قتل أبي.
چيروم “يرفع رأسه وينظر إلى مود لفترة طويلة. ثم يغلق عينيه ويسقط جبهته على المنضدة ويهمس: تيجران..
العائم يبكي
ستارة