حنفي بسطان
ذهبت جميلة إسماعيل لتدق أحد أبواب جيرانها طلبًا للهدوء، بعدما كان هذا البيت مصدرًا لدَوْشة تتكرر كل شهر، لكنها وجدت حكايتها الثانية خلف هذا الباب.هنا كان يعيش حنفي بسطان (1923-1995)، ضابط الشرطة، الذي كان نجمًا لكرة القدم. تحضر عائلة بسطان لأيام كل شهر وتبدأ ضجة تتصاعد من هذا البيت، الذي حفظ بعناية حكاية كانت تنتظر من يصوّرها.زمن كامل كان معتقًا خلف باب عبرته جميلة بالصدفة لتجمع حكاية غنية عن شخصية لا تخص عشاق نادي الزمالك فحسب، الذين سموه الصخرة السوداء، وإنما علاقة نجوم الكرة بالمجتمع، وزمن ولى حينما كانت كرة القدم متعة صافية لا تخضع لقواعد الدعاية والإعلان. كان حنفي مدافعًا في ملاعب الكرة لنادي القميص الأبيض في عهوده الثلاثة المُختلط، فاروق، وأخيرًا الزمالك.شارك لاعبي منتخب مصر في الحصول على كأس الأمم الأفريقية (1957)، كما شارك مع فريقه في رحلات الفوز بكأس مصر لسبع مرات منذ 1940 حتى 1958، حيث لم يفارق الكأس خلال هذه الفترة الذهبية القلعة البيضاء إلا في موسمَي 1941-1942 و 1952-1953.في هذه الحلقة لا تحكي جميلة عن بسطان من موقع ضيفة العائلة وإنما تحاول أن تُعيد حكايته في المدينة، أن يكون عنوانًا لأحد شوارعها، وبالأخص منطقة مولده بركة الفيل – حي السيدة زينب.