اغتصاب كلبة، هاشتاج اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في مصر ذات مرة. تبدو العبارة من رواية فانتازية أو فيلم خيال علمي أو ربما نكتة من الكوميديا السوداء انتشرت وأخذت دورتها في السوشيال ميديا. ثلاثة شباب في مدينة 6 أكتوبر اغتصبوا كلبة!
الحكاية صادمة، وهذا ما عبرت عنه ردود فعل تراوحت بين “الفزع ” واعتبارها نهاية العالم. إذا كنتَ من هواة جمع القصص عن نهاية العالم فإن هذه القصة صالحة بامتياز لتكون في سرة دولاب حكاياتك أما إذا كنت لا مباليًا تعتبر أنها حكاية تحدث في العالم كله، فإن الحادث ضمن قائمة العجائب المُحنَطة، وهناك من روى مأثورات وأساطير تشيب لها الولدان الغافلة عن الجنس مع الحيوانات/الزوفيليا في الريف. على الهامش نما حديث طبي عن استحالة الحكاية من الناحية التشريحية. على بشاعة ما في الحادثة إلا أنها يمكن أن تفتح سككًا للتفكير عن علاقتنا بحيوانات المدينة. قبل هذا الحادث هَجَم أسد على مدربه وقطع له الشريان الواصل عبر رقبته إلي القلب. مات بعد ٣ أيام من الصراع مع الجروح وعجز الأطباء في المستشفي. فيديو الالتهام صوّره طالب ثانوي كان في رحلة من مدرسته للفرجة على استعراض في قرية الأسد. التلميذ يختتم ما صوّره بصرخة:”عاوز أرووووح” وبين الاعتداء على كلبة والتهام الأسد للمدرب، تتراكم ملايين التفاصيل عن العلاقة مع الحيوانات، التي تعيش جوارنا وننتمي إلى فصيلتها الكبرى في عالم الأحياء، في الغالب نتعامل معها على أنها صانعة “أمثولات” أو مجرد رموز أو مجازات للحكمة أو لوصف ما تفعله الغريزة دون عقل، ومع تصاعد الاهتمام بتربية الحيوانات الأليفة تحوّلت العلاقة بين الفرد و الحيوان لمصدر سخرية طبقية أو دليل على الترف في بلد جائع. يقع أكل القطط و الكلاب على رأس كل قائمة مقترحة من أجل ترشيد الاستهلاك. أخيرًا شريحة من محبي اقتناء الحيوانات المنزلية يبحثون عن التسلية لا رفقة بين كائنَين. يختلفان في النمو العقلي، لكنهما بحكم الحياة أصبحا في علاقة تتجاوز فكرة الملكية من أجل مهمة مثل الحراسة إلى ما هو أقرب إلى التعايش/الجيرة. هذا واحد من موضوعات اهتماماتنا في #مدينة. نختار “العرسة”، منقذة المدينة من الطاعون، بعد أن تركتها الحكومة فضاء مكتظًا بالزبالة، فسكنها آلاف الفئران حاملة الفيروس. العرسة شريكتنا، اخترناها أيقونة، غير مألوفة. كائن نراه مهددًا لنا دون علامة واحدة على هذا التهديد. نعم نهتم بعلاقة جديدة مع حيوانات المدينة، وندعوك إلى مشاهدة هذا الفيلم (أدهم الشريف- 2011) : من #مختارات_مدينة. علاقة قوامها الخوف، الألفة، والاستخدام. هذه جميعًا أنماط علاقتنا مع الحيوان، في شكل جديد.. علاقة الجيرة.