فوق الطاولة الصغيرة مطفأة وسيجارة وكأس ماء بارد، وملف رسمي مطوي ومغلف داكن وتحتها حافظة رسمية عليها ختم النسر وأوراق أخرى،لا نعرف هل كان الرجل يحمل عرض حال أو مظلمة، أم ماذا؟ في يده اليسرى أيضا شيء ما يصعب التعرف عليه، ربما نكون فى النهاية بصدد صورة لمحب جرفته مشاعره، أو صاحب حق أنصفته الثورة ؟أو مجرد مواطن يرغب كالعادة فى تقبيل الأيادى، أو تائب يطلب المغفرة، ولكن يبقى أن فى هذه النظرة خزين تاريخى من الأسى يتجاوز كل الإحتمالات، ويأخذنا بقوة بعيداًعن الوقائع . فى وجه هذا الرجل ،وفى ركوعه وبين طيات رداءه المتواضع يتمدد زمن طويل من الخوف ومن التعاسة المصرية.