انتهى بذلك الحديث عن أي قدرات استثنائية. في السبعينات كنتُ أتابع بشغف الحضور البصري للرئيس نيكسون ووزير خارجيته كسنجر، وكأنهما التجسيد الحي لتخلي السياسي عن أي طابع كاريزماتي. موظفان كبيران: القميص الأبيض، الجاكت الرمادي حقيبة الأوراق والأطار السميك للنظارة. وجهان مشغولان بمهام وفقًا لشروط مُلزِمة.
الابتعاد والتعالي يتطلبان بصريًا زيادة الإثارة، بحيث لا يبدو الزعيم قريبًا أو أليفًا، هكذا يتحوّل جسد الطاغية إلى واجهة تتراكم فوقها الميداليات والنياشين. يصبح إعلانًا كبيرًا عن تقدير وخضوع كل الجهات والمؤسسات لإرادته. وكأنه أصبح جسد الإجماع ، جسد الانتصار الدائم والتأييد المطلق. الملامح الفردية لا تلعب هنا دورًا كبيرًا، فبريق القطع المتراكمة فوق جسمه هو أكسير المشهد.
عيدي أمين بطل اوغندا في ملاكمة الوزن الثقيل، في لمعة جلده بريق الأبنوس، مات منفيًا في السعودية، ولا نعرف هل أكل مرض الزهرى دماغه فعلًا!؟
عبد الرحيم وردك وزير الدفاع الأفغاني أقاله البرلمان، ثم أسقطه الشعب في انتخابات الرئاسة، بطل بلا حروب حقيقية.
القذافي: وسيم يعاند العقل والشيخوخة معًا ،اللون الذي أختاره لبدلته وحرصه على الشعر الطويل، جعلاه أقرب إلى عرض ساخر للذات. نال الرجل أكثر النهايات مأساوية.