كان فالتر بنيامين (1892-1940) walter benjamin يرى أن للفوتوغرافيا القديمة روح تخصها، فالثبات أمام العدسات والجهد المبذول للتحكم في تسكين الجسد، وفتح العين لمدة طويلة كان يمنح الوجوه والأجسام معًا سحرًا خاصًا.
طه هنا يعرف أنه في حضرة مُصوِّر مُحترِف، لكنه وهو الوسيم ، لم يكن معنيًا بحلاقة ذقنه أو هندمة شعره.
شيء من الضيق يعتري الوجه، وتقطيب الحاجبين يكشف لنا ما يُشبه الرغبة في إنهاء
في الصورة الثانية كان طه شابًا، ورغم كتلة الشعر المائجة، وتطرف التسريحة والأناقة الفرنسية يمكننا إلى حدٍ كبير استرجاع الشيخ القديم الكامن خلف هذا الشارب، وخلف الابتسامة الحانية المتوارية، وفى العين المغلقة بوهن وراء الزجاج. بين الصورتَين مَرَتَ الأيام.
كسرت السيلفي selfie رهبة الصورة الشخصية. أصبحنا يوميين واعتياديين بدرجة مربكة.
لم تعد الصورة تثبيتًا للحظة خاصة أو إطلالة ذات دلالة، وإنما صحبة مستمرة ترافقنا أينما ذهبنا. لنصبح المشهد والرائي في آن، الشخص والنظرة معًا كما فى المرأة، ويبقى أن المرآة تمنحنا قدرًا أوسع من الحرية والثقة لأنها لا تحتفظ بالصور.