“الرومانسية عند البعض باقة ورود، وباقة كلاب عند البعض الآخر”
هذه هي الفكرة الملهمة لكل من “دولشي وجابانا” “Dolce & Gabbana” المصممين للفستان الذى ارتدته إلهام شاهين في افتتاح أولي دورات مهرجان الجونة السينمائي.
رومانسية الفستان بدت قديمة، تعبر عن تعلق إلهام بالماركات الكبرى، متجاهلة الموضة، بل وأحيانا تأتي بعكس ماتريده، مثلما كان حال معظم نجمات السينما في تسعينات القاهرة، وهو ما أثار ضجة دائمة حول إلهام و جيلها كلما ظهرت بفستان كاشف للأكتاف أو الصدر كما تفعل “القطط البلدية” مستعرضة الجسد والثروة في أفراح أغنياء الأحياء الشعبية.
إلهام اختارت هذه المرة بعيدة عن غواية الأكتاف العارية، ومن مجموعة تمثل منذ ٢٠٠٥: مرحلة جديدة انتقل فيها الإيطاليين”دومينيكو دولشي” إبن سيسيليا و شريكه “ستيفانو جابانا” إبن ميلانو من حيز”الطبقات المالية الكبرى” إلي خطوط إنتاج تستهدف شرائح أوسع من طيف البرجوازية العليا والمتوسطة.
لخص الفستان تماسك شيء قديم بسبب نجاحه، بينما كانت كلمات أحمد الفيشاوي المنفلته تلخيصا لتهديد الجديد ومحاولات اعادة بناء مجد الماضى في لحظة حاضرة ، وعلى الرغم من عاطفية هذه الرغبة إلا أنها بدت في لحظة الاستعراضات مربكة؛ تفجر كل مالدي المنظمين والجمهور من فرحة وتباهى : ” ياه إحنا نقدر نعمل افتتاح مطابق لمعايير العالم”، هذا التباهى امتد للأفلام المختارة بعناية ، و” التوكسيدو ” الذى كان شرطا فى اختيار الملابس و هو ماجعل الحفل يبدو أنيقا مدهشا _على الرغم من الارتباكات الأولي _فالحفل كله وكأنه موضوع في اطار أسود ثقيل.
لكن كيف تختار “التوكسيدو” في مدينة تعيش علي البحر؟هذا السؤال أجابت عليه العاصفة التي اجتاحت الجونة و أشعرت الجميع بالخطر، إلا القادمين من الماضي؛ عشاق فستان الهام التسعينى وجماهيرية عادل امام وأغاني أفلام مطبوعة في الذاكرة.
دولشي قال: نصمم الفستان كأننا نصنع فيلما، ونختار القماش لنحكي به قصة فيلمنا، وربما لهذا يختارون دائما القماش المطبوع بألوان قوية عميقة لصور الحيوانات. التصاميم الأولي من هذا النوع أثارت ثورة بين محبي الحيوانات لأنها إعتمدت علي فراء حيوانات علي وشك الانقراض، أو تقليدا لها. دخلت إلهام شاهين إستعراض “السجادة الحمراء” في مهرجان الجونة السينمائي دون أن تتورط في كل هذه القصة، وغالبا لم تنشغل بـ”فيلم الرومانسية الذي يجمع بين الورود الحمراء والكلاب مع لمسة غير متوقعة” لكنها ارتدت ما صنعه المصمم بثقة فى بيت أزياءه الذى لبست منه”مادونا”و”مونيكا بيلوتشي” ونجمات الفن والفتنة في التسعينات.
وقفت إلهام و كلابها وورودها وقماش الشيفون الحرير المطبوع الذي يبلغ ثمن الأصلي منه ٤٣٩٠ دولار طبقا لأسعار مواقع التسوق علي الانترنت؛ تحيي الرياح الترابية التي فاجأت الحضور، وتثنى على عائلة ساويرس دون أن تعلم أنها تلفت الانتباه، وقفت وسط ميل عام لموضة تعتمد علي مصممين محليين يذهبون دائما إلي الجرأة الصادمة في ثقافة محافظة، جرأة غامضة في موديلات تستوحي طرقا قديمة من الإثارة، لا تعتمد فقط علي الكشف المباشر ولكن علي ما يمنحه التصميم من قدرات تعبيرية تخص كل نجمة
فستان إلهام بوروده وكلابه الأليفة، يمثل تصورها للإبهار في الحفل الذي كان نجاحه كبيرا في إتقان السير علي طقوس المهرجانات الكبري والأوسكار، وفى ابتعاده عن المستوي المصرى الواصل إلى مستوي بالغ الرداءة ، وهو جعل نجوم القاهرة تسافر إلي منتجع الهاربين بكامل إستعراضاتهم، بعيدين عن مزاج البحروالفسحة، لإعلان إمكانية فعل شيء خارج حدود الرداءة العمومية، والمهم أنه لا أحد يعرف كيف ومتي ستخرج كلاب فستان الهام شاهين عن ألفتها؟