في مجلتنا الجديدة نشاركك مقالات وأفكار تبحث عن الجمال والحرية، وتفتح مساحات لاكتشاف سرديات جديدة بعيدًا عن القوالب الجاهزة.
نحن الآن في سنة 1923 آخر سنة من سنوات الرخاء الذي جاء بعد الحرب مباشرة– الحرب العالمية الأولى، إنه يوم 15 مارس أول عيد من أعياد الاستقلال. ومصر اليوم ترقص على سلالم التاريخ، فقد مضى عام كامل على إعلان الاستقلال، وسيمضي عام كامل ثم يجتمع أول مجلس نيابي في عهد الدستور.. من الواضح أنه حدث مهم. أو ما يزال المصريون يرونه مهمًا، فهو مكتوب في 1950، أي في عهد حكومة حسين سرّي (1896- 1960) التي استمرت من 1949- 1952. لكن تسمية عيد الاستقلال هذه لن تدوم طويلاً؛ فسيتولى سعد زغلول الوزارة، ويعقد مجلس النواب بعد عام، ويسمي اليوم (عيد الدستور).
توفيق نسيم باشا رئيس الوزراء قدم استقالته لأن الإنجليز رفضوا أن يسمى ملك مصر في الدستور “ملك مصر والسودان“. وتوفيق باشا نسيم (1871-1938)، رئيس وزراء مصر في الفترة بين 1922-1923، وحفيد لاظ أوغلي باشا، وزير مالية محمد علي باشا، وصاحب ميدان لاظوغلي حاليًا. واللورد اللنبي يفاوض عدلي يكن ولكن عدلي يرفض الوزارة وكذلك ثروت ورشدي… عدلي باشا يكن (1864-1933)، مؤسس حزب الأحرار الدستوريين، كان وزيرًا للمعارف –التعليم حاليًا– ورأس الوزارة ثلاث مرات في الفترة بين 1922-1930. وثروت هو عبد الخالق باشا ثروت (1873-1932)، شغل منصب وزير الحقانية– العدل حاليًا– ووزير الداخلية قبل أن يشكِّل الوزارة مرتين. أما رشدي فهو حسين باشا رشدي (1863-1928) رأس الحكومة المصرية لثلاث مرات، في فترة الحرب الأولى بين 1914- 1919 ورئيس اللجنة التي أشرفت على وضع الدستور وأسماها سعد زغلول لجنة الأشقياء!