في مجلتنا الجديدة نشاركك مقالات وأفكار تبحث عن الجمال والحرية، وتفتح مساحات لاكتشاف سرديات جديدة بعيدًا عن القوالب الجاهزة.
أخرج من الحجر باحثًا عن أشخاص لا يملكون رفاهية البقاء في البيوت..
لم أحدد مكانًا لأقصده.. ولم أفكر كثيرًا، أوقفت تاكسيًّا فوقف..
قُلت: الحسين..
في الطريق، حدَّثني السائق عن حي البساتين.. وعن أحواله المقلوبة بسبب الكورونا.. فحكى عن صبي نَصْبة الشاي الذي يخفي صينية الطلبات بكرتونة.. ويذهب إلى الطالبين تحت العمائر.. وعن الممنوعات التي تباع وسط الشارع أمام الجميع.. الحال غير الحال.. الجميع يبحثون عن أي مظهر للراحة وسط هذا الكم من الارتباك العام..
أحس السائق بأني على باب الله.. أو على باب الفضول.. فعرض عليِّ أن يصحبني في زيارة للبساتين، رفضتُ عرضه الكريم مع كلام عن زيارة قريبة.. ونزلت في الحسين..
“الحال غير الحال” ظلت الجملة تتردد في عقلي.. مع مشاهدة فراغ لست معتادًا عليه، أغلب الدكاكين مقفولة.. قلة في حارة العطارين يجلسون أمام دكاكينهم في ملل واضح.. تغلفه كمامات فوق أنفاسهم.. أستمر في المشي وأتذكر أن اليوم الأحد.. لكن المؤكد أن هذا ليس سبب الفراغ.
أدخل إلى حارات حي الجمالية، فأشاهد نساءً تجلسن أمام البيوت في هدوء.. وأطفالاً يلعبون في راحة، أغلب الظن لم تكن الألعاب تستمر طويلاً في مثل هذا الوقت.
أستمر في البحث عن فضولي.. في المشاهدة المغلفة بغطاء للنفس.. والحال غير الحال!
….