في مجلتنا الجديدة نشاركك مقالات وأفكار تبحث عن الجمال والحرية، وتفتح مساحات لاكتشاف سرديات جديدة بعيدًا عن القوالب الجاهزة.
1
فقرة الساحر …رمديسفير
الدواء الذي أوشك على الاعتماد والاستخدام الواسع في غضون الأسابيع القادمة هو ابن هذا التغيير الذي لا يشبهه تغييرات أحدثتها الأوبئة والحروب القديمة.. ليس أفضل ولا أسوأ.. لكنه مختلف في النوعية والدرجات.. وتشبه مثلًا الانتقال إلى المستقبل بدفعة متوحشة.. دفعة ستغير في المستقبل الذي كان الإنسان يسير تجاهه ويحاول السيطرة عليه بالتنبؤات، وإنتاج خيال سينمائي يؤهل المشاهدين ويرضى فضولهم عن كيف سيكون المستقبل..
لنعود إلى قصة الرمديسفير. الذي أجازته مؤخرًا هيئة الدواء والغذاء الأمريكية FDA.
سألنا صديقنا الذي يعمل في شركة دواء من الأربعة الكبار عالميًّا في صناعة الدواء، والذي كان معنا في مقال سابق عنوناه “البحث عن المريض رقم صفر”. وفاجأنا صديقنا أن “الموافقة أو الإجازة مشروطة”.
– لماذا؟
– لأن النتائج ليست مشجعة بالقدر الكافي.
وهنا لا بد من ملاحظة أن ما يكون، علميًّا أو طبيًّا “مشجعًا بالقدر الكافي” يكون بالنسبة للخائفين من الموت الجماعي بالوباء “كافيًا.. كافيًا جدًا”.
هذا الانتظار يمكن أن يمثل ضغطًا، أو يجعل التصريح باستخدام الدواء مشروطًا كي يطمئننا أكثر إلى أن الفائدة المحققة منه أكبر من احتمال ضرره”..
بتفصيل أكثر يشرح صديقنا المتخصص أسباب الإجازة المشروطة/الإستخدام في الطوارىء:
– الموافقة على الدواء قبل الاطمئنان الكامل، لأن الأعراض خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة عند الإصابة بالفيروس مع عدم وجود أدوية أخرى مجازة للتعامل مع هذا المرض.
– التجارب التي أجريت على عقار رمديسفير أوضحت أنه من المرجح أن تكون فائدة استخدام العلاج، إذا ما تم استخدامه وفقًا لشروط معينة، مبررة للفائدة المنتظرة مقارنة بالمضاعفات المتوقعة.
الشروط:
– توزيع الدواء يتم بالتنسيق الكامل مع الحكومة الأمريكية.
– الالتزام الكامل باستخدامه مع الحالات الخطيرة التي تعاني من نقص الأكسجين في الدم في جو الغرفة الطبيعي، أو التي تحتاج إلى جهاز تنفس صناعي أو ما شابه من تقنيات تهوية الرئة.
– يعطى الدواء في المستشفى وتحت إشراف جهاز طبي.
القلق/الأعراض الجانبية :
الغثيان (10٪)، الفشل الرئوي الحاد (من6-10٪)، ارتفاع إنزيمات الكبد (7٪) مع الحاجة إلى إيقاف العلاج لنحو 3٪ من الحالات؛ نتيجة ارتفاع الأنزيمات إلى مستويات غير مقبولة؛ يضطر معها الطاقم الطبي إلى إيقاف العلاج قبل الفترة المحددة.
في المجمل؛ 10٪ من الحالات أوقف علاجهم نتيجة هذه المضاعفات، ما يعني 25٪ تقريبًا من المرضى لا يجدي معهم العلاج نفعًا، و10٪ يضطرون إلى إيقافه، والنسبة الباقية (55-65٪) تستجيب.
ويؤكد صديقنا الخبير في شركات الأدوية: “في اعتقادي أنه سيجاز بشكل أوسع مع ظهور نتائج أخرى من الاستخدام العملي”.