في 11 مايو 1953 نشرت مجلة الاثنين والدنيا المصرية خبرًا مفاده أن أنور وجدي سافر إلى بيروت بحثًا عن فيروز… لا، ليست فيروز الطفلة المعجزة، بل فيروز المطربة اللبنانية الشابة الصاعدة…
كتبت الاثنين والدنيا عن فيروز التي ما زالت في أول طريقها:
“وكوكب الإذاعات العربية هذه السنة هي المطربة اللبنانية ذات الصوت المخملي (فيروز)، ففي كل يوم تذيع المحطات العربية الثلاث– بيروت ودمشق والشرق الأدنى– ثلاث أغنيات على الأٌقل لفيروز، وفي بعض الأحيان تبلغ العشر في برنامج (ما يطلبه المستمعون)… وفيروز فتاة لا تزال حتى اليوم طالبة في المدرسة، يحمرّ وجهها خجلًا إذا قال لها أحد (صباح الخير)… وقد بدأت منذ سنتين– بدافع الحاجة إلى الكسب– تغنى في فرقة الكورس بمحطة إذاعة بيروت، إلى أن اكتشفها الأخوان رحباني، وتعاقدت معها محطة إذاعة دمشق على تسجيل عشرات الأغاني، فارتفع اسمها مرة واحدة حتى طغى على الجميع، وارتفع بذلك كسبها من خمسين ليرة لبنانية في الشهر إلى خمسمئة على أقل تقدير“.
لم يتمكن النجم السينمائي، والمنتج المغامر من مقابلة فيروز الخجول ليعرض عليها العمل بالسينما، بعد أن أعجب بصوتها من التسجيلات التي سمعها من إذاعة دمشق… والحقيقة أنه لن يتمكن من لقائها قط… حين ستأتي النجمة فيروز إلى مصر بعد عامين مع زوجها عاصي الرحباني، سيكون أنور وجدي يحتضر بين ذراعي زوجته ليلى فوزي…
زارت فيروز والأخوان رحباني مصر ثلاث مرات؛ الأولى في فبراير ١٩٥٥، والثانية في أكتوبر ١٩٦٦، والثالثة في أكتوبر ١٩٧٦، ثلاث مرات على ثلاثة عقود… وبعد انفصال فيروز عن الأخوين فنيًّا، أتى الأخوان رحباني إلى مصر مرتين دونها، وأتت فيروز إلى مصر مرة أخيرة في ١٩٨٩.
في هذه السلسلة سنتتبع مسار تلك الزيارات من واقع أرشيف ضخم ومتنوع من الصحافة المصرية والعربية…