في أول يوم لهم في القاهرة (السبت 15 أكتوبر 1966)، زارت فيروز مع الأخوين رحباني مبنى الإذاعة والتليفزيون.. في مكتبه، محمد أمين حماد رئيس التليفزيون أخبرهم: حسنًا، فيروز في القاهرة، هذه فرصة سعيدة لا تتكرر، يجب أن تظهر فيروز على شاشة التليفزيون المصري.. وكأنه قرار نهائي عُلوي! بقي فقط أن يختاروا أي برنامج ستظهر فيه.. واستقرَّ الرأي مبدئيًّا على برنامج “نجمك المفضل” من تقديم سلوى حجازي، وحُدِّد يوم الأربعاء 19 أكتوبر للتصوير.. فيروز الخجول التي لم تعتد بعد على البرامج الحوارية التليفزيونية بهذا الشكل، اعترضت على وجود جمهور في الاستديو، وأبدت رغبة قاطعة في ألا يحضر التسجيل أي شخص.. تفاهم حسن السمرة مدير العلاقات في التليفزيون مع الأخوين رحباني، واتُفق على تأجيل التصوير للأسبوع التالي..
خلال ذلك الأسبوع حدثت الكثير من التغيرات من أجل فيروز.. تغير اسم البرنامج من “نجمك المفضل” إلى “أهلاً وسهلاً“.. ووضعت إعلانات جديدة للبرنامج، ودعاية عن أولى حلقاته والضيفة هي فيروز..
عقد الأخوان رحباني مع سلوى حجازي ومعد البرنامج أنيس منصور والمخرج سعيد عيادة جلسات عمل بحضور فيروز، اتفقوا فيها على سيناريو الحلقة، ووجود جمهور مكون من ١٥٠ فردًا.. وضع أنيس منصور الأسئلة المختارة التي سيسألها الجمهور لفيروز، ومنها ملاحظته هو الشخصية حول أغنية “خايف أقول اللي في قلبي” وكيف غنتها فيروز “أنا زارني طيفك بمنامي” وليس “في منامي“.. اتفقوا أيضًا على الأغاني التي ستُذاع في الحلقة وهي “القدس العتيقة” و“أعطني الناي” و“مشهد الشتاء” (شتّي يا دنيي).. واستقروا على ترتيب الأغاني في الحلقة، وكيف سيتنقل الحوار بين فيروز والأخوين اللذين سيجلسان في الصف الأول بين الجمهور ومعهما هدى حداد.. مع إذاعة أغنية واحدة لهدى هي “رزق الله ع العربيات“..
صورت الحلقة يوم الاثنين 24 أكتوبر في استديو 5.. وأذيعت الحلقة يوم الأربعاء 26 أكتوبر في التاسعة مساءً.. منذ عامين أعادت قناة ماسبيرو زمان عرض الحلقة التليفزيونية، وأصبحت معروفة ومتاحة على الإنترنت..
في اليوم التالي لتسجيل الحلقة (الثلاثاء 25 أكتوبر) وقبل إذاعتها، أجرى عبد التواب عبد الحي حوارًا صحفيًّا مع فيروز والأخوين رحباني.. وهو من أواخر ما أجراه الثلاثي من حوارات صحفية قبل سفرهم وأظرفها، ونشر بعد سفرهم بأسبوع.
صاغ عبد التواب عبد الحي الحوار بأسلوبه، فجاء ظريفًا ممتعًا، ومع أن المعلومات فيه ليست جديدة، لكنه قدمها بأسلوب جديد.. بدأ عبد التواب عبد الحي حواره بمقدمة ذكية “الكسر.. صعب أن تأخذ من الواحد الصحيح ثلثه، تضعه على شريحة زجاجية تحت عدسات التأمل والدراسة.. تتشتت تأملاتك وتختلط عليك دراستك.. حاولت أن أكسرها.. فيروز! أفصلها عن ثلثيها الآدميَين: زوجها عاصي حنا الرحباني وشقيقه منصور limited.. توقفت مني عصارتي وفشلت، فالكل في شركتهم الفنية واحد.. والواحد كل! حتى الشعر المنسدل على جبين فيروز ثلاث خصلات بالضبط! أي ثلث فيهم يتكلم قليل الكلام عن نفسه، وكثيره عن الواحد الصحيح..”.
ثم تحدث مع فيروز عن نشأتها وطفولتها فأجابت هي، وأعاد الصياغة هو “زقاق البلاط يا حيي القديم.. فيه شقة متل شقتنا القديمة، غرفتان بالبلاط.. أجر أبي–الأسطى وديع حداد– من جمع حروف الطباعة في مطبعة le jour – يعني النهار– التي تصدر بالفرنسية، لا يسمح لنا بغرفة ثالثة..
في إحدى الغرفتين ولدتني أمي.. لم يفرح أبي بابنته البكر، فقد كان يريد ولدًا.. الله أعطاه الولد من بعدي.. أخي يوسف الموظف بشركة التأمين الأهلية ببيروت.. ثم استأنفت أمي خلفة البنات.. أختى هدى، شريكة فني.. وأختى آمال الطالبة بمدرسة الراهبات، لتصبح الأغلبية في بيتنا للحريم!
شاطرة بكل شيء في دراستي ما عدا الحساب.. يا بَيّي يا بَيّي على هالحساب! ليش الناس عم بتتحاسب؟ ليش ما يخلوها على الله؟ لحد يومنا لا أحفظ جدول الضرب.. لا أعد الفلوس الفكة.. لا طبعًا، أعد الفلوس الكبيرة بعناية.. سهلة.. نصف ساعة بالأسبوع ندرس موسيقى وأناشيد.. من أجل هذه النصف ساعة كنت أتحمل هم دراستي طوال الأسبوع..
ملامحي الطيبة الهادئة وأغانيّ الناعمة، لا تضحك عليك.. بعكسها كنت في طفولتي وصباي.. عنيدة. شقية. مقاتلة.. أظافري طويلة متحفزة دائمًا للدفاع.. أبي يدلل أخي يوسف، يعطيه من حقي أكثر من حقه.. أغار، وأتصنع الأعذار لأضرب أخي يوسف.. الآن تغيرت.. تركت القتال والتصدي للأمور لزوجي عاصي.. سلمته أظافري! لم أستبق لي إلا عنادي في فني..”.
يسألها: النسبة الغالبة من سمّيعتك في مصر يا فيروز مثقفون، عندك تحليل؟
فيروز: نفس الظاهرة في لبنان والدول العربية.. لكن خطابات كثيرة تصلني من عمال ومزارعين وصغار موظفي الدواوين.. ولا أعرف تحليلاً لهذه الظاهرة!
يرد عاصي: الإطار الفني المخلص المدروس الذي تظهر فيه القواعد العلمية ببروز، هذا (طُعْم) يجذب في رأيي المثقفين إلى فننا!
يسأله عبد الحي: كم تتقاضى فيروز في الأغنية؟ في الحفلة؟ في الأسطوانة؟ كم يتقاضى الرحبانية إخوان في اللحن؟ في كلمات الأغنية؟
عاصي: اسأل صبري الشريف مدير فرقة الفنون الشعبية اللبنانية، يحكي لك..
قبل الختام يصرِّح منصور: أقرأ الآن عودة الروح لتوفيق الحكيم.. سوف نحولها إلى مسرحية غنائية نشترك مع عبد الوهاب في وضع ألحانها وتوزيعها، وتمثلها عناصر فنية مصرية مع فيروز.. ندرس عروضًا لإنتاج أفلام مشتركة مع مؤسسة السينما.. ندرس أعمال الشيخ سيد درويش– العشرة الطيبة، الباروكة، شهرزاد، وغيرها– بهدف إعادة توزيع عمل فني منها او أكثر..
***
في اليوم الأخير (الخميس 27 أكتوبر) لوجود فيروز والأخوين في القاهرة، وقبل سفرهم في اليوم التالي، نظّم نجيب محفوظ رئيس مؤسسة السينما عرضًا خاصًا في وزارة الثقافة، لفيلم بياع الخواتم، أول أفلام فيروز، تمهيدًا لعرضه تجاريًّا في مصر.. حضر العرض الخاص جمع من النقاد والأدباء والفنانون بحضور فيروز وهدى والأخوين ومخرج العمل يوسف شاهين.. بعد مشاهدة الفيلم اتفق جميع الحضور على وجود مشكلة اللهجة اللبنانية بالنسبة للجمهور المصري، رغم الجمال الفني للفيلم..
علّق رؤوف توفيق بعد العرض وقال “إنه عمل فني متكامل وجديد بالنسبة للأفلام العربية.. ولكن هل يستطيع الجمهور العادي أن يفهم اللهجة اللبنانية التي يدور بها كل حوار الفيلم وأغانيه؟ والخوف كل الخوف من الجمهور الذي قد يستعصي عليه فهم الحوار، فيملّ ويعلن عن ملله، ويفسد على باقي الحاضرين متعة الاستمتاع بهذا العمل“.
كتب أيضًا د. مصطفى محمود “السيناريو كان هامسًا في نقلاته ولقطاته، وكان يخاطب الأذواق الرفيعة فيكسبها بسهولة، ولكن لا أظن أنه يستطيع أن يكسب أذواق جمهور الدرجة الثالثة، وهو جمهور عريض لا يستهان به.. وخصوصًا خارج لبنان، حيث تقف اللغة المحلية حاجزًا حقيقيًّا لا يمكن الأذن أن تفهمه أو تتخطاه.. ورغم ألفتي النسبية لللغة اللبنانية سقط نصف الحوار مني، فلم أستطع أن ألتقطه وضاعت المعاني الحلوة التي يحملها معه“.
ذلك العرض الخاص كان آخر ما حضره الضيوف الثلاثة في مصر.. في اليوم التالي (الجمعة 28 أكتوبر 1966) غادرت فيروز مع هدى والأخوين رحباني مصر..
يوم الثلاثاء 1 نوفمبر افتتح وزير الإرشاد القومي محمد فائق الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للتليفزيون.. اشترك في هذه الدورة ٣٩ دولة ومن بينها لبنان، حيث اشتركت شركة تليفزيون لبنان والمشرق بالبرنامج الغنائي (ضيعة الأغاني) تأليف وألحان الأخوين رحباني، وبطولة فيروز والفرقة الشعبية اللبنانية..
وما حدث عجيب بعض الشيء، فبرنامج ضيعة الأغاني أنتجه تليفزيون لبنان والمشرق وعُرِض في لبنان في أبريل 1966 احتفالًا بأعياد القيامة.. بعدها بأربعة أشهر (في 14 أغسطس) أعاد تليفزيون لبنان والمشرق تصوير البرنامج مرة أخرى، وأعيد المونتاج وقُلِّصت مدة البرنامج من قرابة الساعتين في نسخته الأولى، إلى ساعة واحدة في نسخته الجديدة، بحذف العديد من الفقرات الغنائية لفيروز والفرقة.. واحتوت النسخة الجديدة على فقرات غنائية من النسخة الأولى مع فقرات من برنامج غنائي آخر لفيروز كان قد قُدِّم في يناير 1966 بعنوان “ليالي السعد“.. بالإضافة إلى الفقرات القديمة، كتب الأخوان رحباني حوارًا جديدًا لمشاهد جديدة صورتها هدى حداد مقدمة البرنامج، وأضاف الأخوان رحباني فقرة واحدة جديدة؛ رقصة للمجموعة على موسيقى أغنية “مراكبنا ع المينا” من أوبريت أيام فخر الدين، دون غناء فيروز..
اشترك تليفزيون لبنان بتلك النسخة الجديدة في مهرجان التليفزيون العربي في القاهرة.. وفي الفترة بين 1 نوفمبر حتى 11 نوفمبر، وعُرِض البرنامج على شاشة التليفزيون للجمهور المصري، وأمام لجنة التحكيم..
لم يفز البرنامج بأية جائزة في المهرجان، ولكن المراجعة النقدية له أشادت بتميزه:
“وهكذا تنبعث كل أغنية من موقف.. وهي ليست أغان كلامية في أغلبها، بقدر ما هي أغان تُصور موقفًا وترسم صورة معينة، ونستطيع أن نلمس هذا في معظم ما قدمه البرنامج من أغان أو رقصات..
في الأغنية التي تتغنّى فيروز فيها بفلسطين تقدِّم صورة فعلية.. مريت بالشوارع، شوارع القدس العتيقة.. وتمضي في وصف ما وجدته.. وفي أغنية (أعطني الناي) تستطيع أن تلمح ملائكية فعلاً في الأداء، وفي الإخراج الذي جعل من فيروز ملاكًا بين مجموعات من الملائكة في لقطات ممتازة، اُستُخدِم فيها أسلوب المزج ولكنه كان في موضعه، وأدّى غرضه دون أن يشوه الصورة كما يحدث أحيانًا، عندما يفرح المخرج لمجرد أنه يستطيع وضع صورتين فوق بعضهما..
وفي جزء آخر يقدم البرنامج حلقة سمر في ضيعة الأغاني، يجلس فيها أعضاء الضيعة في حلقة.. وهي صورة بسيطة تُهيئ للمخرج أن ينتقي من بين الجالسين في الحلقة من يقدم الأغاني أو الرقصات..
وهناك أغنية جميلة جمع الملحن بين أنغامه وأصوات الآلة الكاتبة.. نرى فتاة ترسل خطابًا غراميًّا وتدق على الآلة الكاتبة دقاتها المرتبطة بلحن الأغنية، وهي فكرة جميلة لأغنية تليفزيونية.. المهم في هذه الأغاني هو الصورة التليفزيونية، والبعد عن المعاني المجردة التي لا يمكن تصويرها تليفزيونيًا بصور محسوسة، والاهتمام بالصور التي تتضمنها كلمات الأغنيات.. وهذا البرنامج كان يمكن أن يفوز بجائزة على الأقل تقديرية، لولا أنه مُطوَّل وكذلك يقتصر على عنصرين فقط من عناصر المنوعات هما الرقص والغناء.. والكلمات والأغاني ليست مفهومة كثيرًا للجان التحكيم.. وإمكانيات الستديو لا تسمح بأكثر مما فعل فيه المخرج.. كذلك ليست فيه أشياء مبتكرة إذا قارناه بباقي أفلام المنوعات التي تعرض في المهرجان، والتي تحتوي على كثير من الخدع أو استعمال أكثر من وسيلة في إخراج مواد البرنامج“.
***
في 5 ديسمبر 1966 بدأ العرض التجاري لفيلم “بياع الخواتم” في القاهرة والإسكندرية.. تولَّى توزيع الفيلم في مصر شركة “كوبرو فيلم” وهي إحدى شركات المؤسسة العامة للسينما.. قررت الشركة بعد ما لمسته من آراء النقاد بعد العرض الخاص للفيلم في أكتوبر، أن توضع ترجمة باللغة العربية على شريط الفيلم.. فترجم ٣٥ مشهدًا من الحوارات الغنائية في الفيلم دون أغاني فيروز المنفردة..
كتب سمير فريد، عميد نقّاد السينما، مقالاً مطولاً أشاد فيه بالفيلم وإخراج يوسف شاهين، وعقد مقارنة بينه وبين أهم فيلم غنائي عالمي، فيلم صوت الموسيقى..
يكتب سمير فريد في مقدمة مقاله “الموسيقى، الموسيقى، وينساب صوت الموسيقى.. أكثر الفنون تجريدًا وأكثرها إنسانية وعمقًا في نفس الوقت.. عالم من الأصوات غير الطبيعية تحيلها عبقرية الإنسان إلى نوع فريد من الجمال.. وعندما نقول فيلمًا موسيقيًّا نعني لقاءً بين الموسيقى وفن العصر.. عندما نقول (صوت الموسيقى) أو (بياع الخواتم) نعني فيلمين يمثل كل منهما ذروة في الفيلم الموسيقي الأمريكي والفيلم الموسيقي العربي“.
وكتبت صافيناز كاظم مقالة بديعة عن الفيلم بعنوان “بياع الخواتم.. حكاية لونها زهري ورائحتها فستقي“.. أقتطف بعضًا منها “فيلم بياع الخواتم لفيروز سرقني من حوادث يومي، من زحمة الطريق ووهج الشمس، والكلمات التي نغترب فيها جميعًا.. أخذني خارجًا إلى مكان بلا زمن وبلا أرض.. لولا كلمة (فيلم) المكتوبة في البداية، وضجة تصفيق المشاهدين في النهاية، لتأكّد يقيني بأنني وحدي مع قطعة من أحلامي.. عندما انتهى خرجت ولديَّ شحنة توق إلى الغناء، وإلى دق أقدامي رقصًا في ساحة طلقة، ولولا تغامز الأصحاب لقبَّلت السماء..
الفيلم بالألوان مثل حكايات الجن في كتب الأطفال الثمينة، ويبدأ بصوت فيروز يغني بامتداد أن هذه قصة ضيعة (لا القصة صحيحة ولا الضيعة موجودة).. والحدوتة تستمر خلال حوار شعري رشيق مُغَنّى معظم الوقت..
لقد استنفد الرحبانية مني القول عنهم لفترة، وإن كنت أتنبأ لهم بامتنان الكثيرين– ولا تنسوا الأطفال– ممن سوف يملؤهم (بياع الخواتم) بالبهجة والمتعة.. لكنني لم أحبذ كثيرً فكرة الترجمة الفصحى المصاحبة، فالفيلم لا يعتمد على متابعة الحوار في حد ذاته بقدر ما يعتمد على النغم والصوت والتصوير الحركي للجو العام.. ولن يضير المشاهد المصري أن تقع منه بعض تعبيرات لا يلتقطها، ما دام قد اكتمل لديه المعنى الشامل لما يجري في الحدوتة.. بل أجد أن التوضيح بالترجمة يُضيع الكثير من الخداع الشعوري الذي يستحضره يوسف شاهين طيلة الفيلم ليحقق الإحساس بالحلم والخرافة“.
بالطبع لم تكن جميع الآراء إيجابية.. كتب محمد السيد شوشة أن أنجح ما في الفيلم هو أغاني فيروز، وأنه على الرغم من نجاح المسرحية إلا أن الأخوين لم ينجحا في نقلها إلى السينما.. وكتب عبد الفتاح البارودي أن العنصر الموسيقي في الفيلم أقوى من العنصر السينمائي، وتساءل –على الرغم من إعجابه بأغاني الفيلم وألحان الأخوين– هل هي أغانِ سينمائية.. سمير فريد أيضًا انتقد في مقاله تشبّث شاهين بالديكور الخانق، بينما الطبيعة اللبنانية رحبة وثرية..
ومع ذلك، تواصل عرض الفيلم بنجاح ملفت بالنسبة لفيلم لبناني في مصر، واستمر في دور العرض حتى منتصف يناير 1967.. ثم أٌعيد عرضه مرة أخرى لمدة ثلاثة أسابيع في مايو 1967..
وبعد، هل تبقّى شيء من زيارة فيروز لمصر 1966؟ بالطبع تبقّى! هدى حداد.. سوى يا هدى سوى..