جسمه و عقله يعملان معاً، ولهذا دخل عصام الحضري التاريخ، ليس فقط على قائمة الأكبر سناً في تاريخ المونديال، ولكن لأنه مازال مسيطرا على جسمه ليقدم “أحلى صدة في تاريخ المونديال”، هذا التحكم المثير في الجسد يضعه في طريق صنع معجزات، أكبر حتى من التي تركن إلى الأرقام القياسية. هو نوعي. وصادم يتفوق على وعيه
:كتبنا قبل سنوات
هل تنتهي حياتك عندما تتجاوز ال٤٥؟
يقولون في الملاعب إنه لاعب عجوز، هكذا كان لابد أن تنتهي حياة عصام الحضري في الملاعب أكثر من مرة. بينها عندما غادر الأهلي ملعونا، والثانية عندما ضاعت آمال الصعود إلى المونديال، والثالثة طبعا عندما وصل إلى سن النهاية بعيدا عن أندية الأضواء. كان يمكن أن ينتهي أهم حارس مرمى في مصر، في عتمة بعيدة، مكتفيا بما حققه من أموال وشهرة، ومعتبرا إنه “جاب جون في مصر” مثل بقية سلالة محفوظ أب طاقية في مسرحية “هاللو شلبي” عندما عبر الفلاح إلى المدينة باحثا عن انتصار، لكن الحضري ضاربا بقواعد النجاح المحافظة، وكاسرا “الموديل” المكتفي بمقعد العجائز في الأفراح، تحدي “المؤسسة” و”العمر” ودارت له الأيام من جديد ليقفز من جديد إلى أعلى، إلى ركن الثلاث خشبات، ليسمع الجماهير تغني له “ارقص ياحضري”. الحضري ليس طه بصري أو هادي خشبة.. يمكن تبرير نجاحه باللاعب الخلوق.. بل إنه يمثل خطرا متجددا مثل إبراهيم سعيد الذين قالت الحكمة الجاهزة إن عمره في الملاعب انتهي مبكرا لأنه “منفلت”. عصام بخيل لأنه على علاقة بدمياط. هارب. ناكر للجميل. مادي. راتبه الشهري في عقده الجديد هو الهاجس. ريفي يصعب عليه التأقلم. قاهر شوبير. هارب. المسؤول الأول عن خسارة دمياط بالأربعه أمام الأهلي. أنقذ دمياط في نفس المباراة من الخسارة بالتسعة. هارب. منتهي. مزاحم على موقع الحارس الأساسي. يحصل على فرصته في الأهلي فيبقى. احتياطي نادر السيد في المنتخب. سنين الأمجاد مع الأهلي. ومنها إلى المنتخب. الغمز واللمز يقول إن سبب صعود مستوى الحضري هو مانويل جوزيه خاصة بعدما أتى نادر السيد إلى الأهلي وجلس احتياطيا له. لقطة مباراة المصري في دوري 2005/2006 الحضري يصاب ونادر على الخط “بيسخن” الحضري يطلب ضمادة على رأسه ولا يترك مكانه. ومنها إلى لقبه “وحش إفريقيا” خاصة حضور لافت واستثنائي أمام نجوم “مرعبين” دروجبا وإيتو. خلاف مع جوزيه بعد طموحه للاحتراف في سيون. غضب الأهلي على لاعب يعني إقصاءه من جنة الاحتفاء. ابن كفر البطيخ عنيد. يعود إلى مصر. ينتقل من الإسماعيلي إلى الزمالك ومنه إلى المريخ السوداني. قالوا عنه “انتهى” خلص الحضري. لكنه يعود ثانية إلى الاتحاد السكندري. منه إلى وادي دجلة ثم الإسماعيلي فوادي دجلة. كل محطة يقولون الحضري انتهى “وماسك فيها بإيديه وسنانه” لأنه عنيد، ومادي، وبخيل. يغمزون “يريد العودة إلى الأهلي حتى يعتزل هناك” من قال إنه سيعتزل الآن؟ لقطة المنتخب الأخيرة بعد عشرين عاما بالضبط من الانضمام الأول. الحضري دخل هذه المدينة “فلاح” يسخر الجميع من طريقة كلامه ولهجته وملبسه. عاند مؤسساتها وأخلاقياتها الكروية بإصرار استطاع به أن يطوعهم إلى طموح يربك الناس…ويجعلهم حائرين هل يشتمونه دفاعا عن المؤسسة، أو استسلاما لحدود العمر، أم يصفقون ويغنون له إحتفالا بالنصر..إرقص ياحضري