في مجلتنا الجديدة نشاركك مقالات وأفكار تبحث عن الجمال والحرية، وتفتح مساحات لاكتشاف سرديات جديدة بعيدًا عن القوالب الجاهزة.
بدقتين على رِقِّه أعلن المايسترو ميشيل بدء حُلم “بالأفراح” بمقطوعة “قصقص ورق” للأخوين الرحباني. التهبت حماسة الجمهور الذي ملأ إحدى قاعات جامعة مدينة نيويورك بوسط المدينة والذين احتموا بالموسيقى العربية من برودة نيويورك التي نزل طقسها لصفر مئوية في تلك الليلة الشتوية.
قبل ذلك ببضعة أيام زُرنا المايسترو ميشيل مرهج بقلوق في منزله بحيّ ستانن آيلاند الأميركي، الذي يبعد نحو 20 كيلومترًا عن وسط مدينة نيويورك، لحضور بروفة الحفل. وزُيّنت باحة المنزل الخارجية بديكور أعياد الميلاد المُبهِج وأضوائه الملونة.
اجتزنا مرآب المنزل الذي زُيّنت باحة المنزل الخارجية بديكور أعياد الميلاد المُبهِج وأضوائه الملونة. إلى باحة يطل من أحد أركانها تمثال للسيدة العذراء يلّفها رداء أزرق، ثم نزلنا إلى قبو المنزل؛ حيث استقبلنا المايسترو البالغ 90 عامًا بحفاوة على الباب، وكان بالانتظار في الشَقّة أعضاء فرقة بالأفراح على آلاتهم باستثناء لاعبي القانون والطبلة، ومعظم لاعبي الفرقة أميركيون.
بعد البروفة جلس ميشيل بين عائلته وقال لنا إن تسجيل شريط “بالأفراح” لزياد الرحباني، والذي شارك فيه على الرِقّ، لم يستغرق سوى “ثلاث ساعات بالأكل والاستراحة”. قاطعته ابنته كلوديت، مُسندة بيديها على حاجز يفصل المطبخ عن غرفة المعيشة مائلةً بكتفيها إلى الأمام، مُقللة من شأن دهشتنا، قائلة إن الأغاني كلها كانت معروفة لهم عن ظهر قلب وهؤلاء أساتذة موسيقى محترفون.