يوم الخميس في الخرطوم. جولة مسائية بالسيارة في شارع النيل، الذي يقطع الضفة الجنوبية للنيل الأزرق، من المقرن، ملتقاه مع النيل الأبيض عند الجسر الرابط بأم درمان، وشرقًا حتى شارع أوماك. ستعطي لمحة عامة عن محدودية “البرنامج” المتاح لسودانيي العاصمة للترفيه عن أنفسهم مع نهاية أسبوع عمل أو (عطالة) آخر. مع اجتياز السيارة لحديقة ٦ أبريل، التي حوّلت الولاية اسمها مؤخرًا إلى “حديقة الطائف”، مواصلة لسياسات “تخليج” أسماء أنحاء الطبقة العليا وطمس التاريخ الثوري للمدينة، مرورًا بالأسكلا. الميناء النهري القديم الذي تحوّل إلى متنزه في الضفة المقابلة للمتحف القومي. ستقابلك طاولات للاعبي الكوتشينة ومدخني الشيشة في واحد من الأماكن القليلة الحاصلة على ترخيص التدخين.
البحث عن متعة في مدينة أشباح
أي محاولة للخروج من شارع النيل إلى وسط مدينة الخرطوم، بعد السابعة هو خوض في غمار مدينة أشباح. يغلق الوسط التجاري للمدينة أبواب محاله مباشرة بعد اعتدال درجة الحرارة وتحوّلها إلى طقس قابل للحياة البشرية بعد غروب الشمس. الانحراف من شارع القصر إلى شارع الجمهورية شاهد أكبر على اندثار حياة الليل في مدينة خلقت أسطورتها في الظلام. الجيل الذي عاش شبابه في الستينيات والسبعينيات هم أفضل دليل يمكن أن يدلك على البارات القديمة وبيوت المتعة، التي تحولت إلى مطاعم فول أو محلات سوبرماركت. في السوق الأفرنجي، حيث عمارات أبو العلا، تمتد مساحة أسمنتية مليئة بالحمام والعشاق تنتصب فوقها مكعبات عجيبة. الأجزاء المرئية لأعمدة الجراش، الذي تبتلعه ساحة “أتنيه” تحتها. أحد أشهر البارات، الذي صار الآن كافتيريا لبيع السندوتشات والعصير، محاطًا بمحال لبيع الأنتيكات والأشغال اليدوية والفلوكلورية، وسوق سوداء لتجارة العملة ومشغولات العاج، والمرتع الأهم للشعراء والمثقفين من مدمني النوستالجيا لمدينة مندثرة.
جاء صديقيّ محمد حمد والفاتح وقررنا أن نخوض في ليل الخرطوم للحصول على العرقي، المشروب الكحولي المقطّر من البلح. الأسبوع الماضي كنّا قد ذهبنا في شلة أكبر إلى بحري. المدينة الشقيقة للعاصمة شمال النيل الأزرق وشرق النيل. هناك يمتلك الفاتح رقم هاتف (م) “ديلر” قبطي يتعامل مع زبائن محددين من الطبقة الوسطى العليا لا يبيع بضاعته في منزل ويتعامل فقط عبر الهاتف. اتصلنا به بعد الوصول إلى شارع السيد الميرغني، يختلف عن شقيقه القاهري بقلة المباني الفاخرة، لكنه بدلًا من قصر الاتحادية الرئاسي يضم سرايا الميرغني نفسه وجامع طريقته الختمية الكبير. انتظرنا (م)، الذي جاء بدراجته البخارية الفيسبا متوقفًاً بجوار سيارتنا، وبعد تبادل التراشق بالمزاج رفض تمامًا أن يكسر صديقنا ايسو احتكار التعامل المباشر معه بعد أن علم أن ثلاثة أرباعنا من سُكان بحري، التي يرفض التعامل مع أبنائها لأسباب تأمينية تهدد تجارته غير القانونية. بعد أن حصل على مبلغ ٢٥٠ جنيهًا مرر لنا زجاجة من سعة لترين من عرق الجريب فروت المميز، والذي تعتبر نكهته أجمل بما لا يقارن مع عرق البلح، والتي يرفض أن يبيعه في زجاجات أصغر وأرخص حجمًا.
حظر التجوال الدائم وفرض حالة الطوارئ قتلت حياة الليل في المدينة تمامًا. صارت المحلات تغلق باكرًا، مع استحالة التنقل عند منتصف الليل.
العثور على التمساح
هذا الأسبوع لم نكن أثرياءً بالشكل الكافي لشراء عرق الجريب فروت. عُدنا خائبين إلى خمرنا الأرخص والأكثر تقليدية. قاد محمد باتجاه حيّ الديم الشعبي. في شارع باشدار الذي تحفه المتاجر الأرترية والأثيوبية انحرفنا باتجاه بيته. خميسة، التي لم يعد التعامل المباشر معها داخل البيت متاحًا حتى لزبائنها القدامى. تدخل السيارة الشارع الترابي بمهل. يغلق محمد مصابيحها الأمامية بعد أن تلتقط شبحًا جالسًا على مجموعة من الطوب المهشمي. في الساحة الخالية مقابل البيت المسوّر بالزنك نتوقف. ينادي الفاتح من النافذة على وسيط اسمه “التمساح”، لا يبتسم ويرد برسمية.
طلبنا زجاجتين، ثم سألنا عن سعر الواحدة واكتشفنا أن السعر ارتفع من عشرين جنيهًا للزجاجة إلى خمسة وثلاثين، وتقلصت خطتنا من شراء ثلاثة زجاجات إلى اثنتين. أدى ارتفاع سعر غاز الطبخ المستخدم في تقطير العرق إلى رفع سعر الزجاجة من النوع العادي، وليس (السيوبر)، اللفظة السودانية لكلمة Super الإنجليزية والتي تعني الصنف الممتاز. يختفي التمساح لدقيقتين ليجلب لنا العرق، فيما نختلف فيما بيننا عن هذا الاختيار. اقترح الفاتح بديلًا بالذهاب إلى جامع الطريقة البرهانية، حيث يشتهر بيت عرقي آخر يقدم صنفًا ممتازًاً بسعر مشابه. لكن شعورنا بالكسل والاستعجال للشرب يحبط اقتراحه. نتذكر أنا ومحمد حمد نسوةً من قبيلة النوير الجنوبية اللاتي يقطرن العرقي في قدر مشتعل بالحطب على شاطئ النيل الأزرق في إحدى كمائن صنع الطوب في منطقة الجريف، التي اعتدنا قديمًاً على شراء العرق منهن وشربه في جزيرة نيلية يغمرها فيضان الخريف. حطبهن لا يتأثر بارتفاع أسعار الغاز ولا بانفصال الجنوب ولا تزال زجاجة العرقي تحتفظ بسعرها القديم عشرين جنيهًا. ريثما يعود التمساح بزجاجتيه. زجاجات دائمًا ما تثير الواحدة منها اشمئزازي عندما أتناولها ساخنة ومتربة. بلاستيكية معادة الاستخدام لمشروب غازي (بيبسي، ميراندا، كوكاولا ..إلخ)، غالباً ما تكون حاملة لشعار مشروب ومغلفة بغطاء مشروب آخر في عبثية تبدو متعمدة. نخبئ المشروب أسفل أحد المقاعد. ندفع المعلوم ونخرج في اتجاه مخابئنا مجددًا هربًا من أسواط الجلادين في أقسام الشرطة.
ما فعله السكير بالخرطوم
العام 1983 أصابت الدكتاتور السكير، جعفر نميري، عدوى الساداتية، فانقلب على شعارات عرّابه الأول، جمال عبدالناصر، ومع ضمه لرموز الأحزاب الطائفية والإسلامية إلى الاتحاد الاشتراكي وتحقيق المصالحة الوطنية مع اليمين. كلل مغامرته بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية دفعةً واحدة. أُغلقت البارات ومصانع البيرة وتوقفت الفنادق والمطاعم عن تقديم المشروبات الكحولية. رافق ذلك إيقاف تراخيص بيوت الدعارة، وصار أرباب “الإندايات “، البارات الشعبية في الأرياف، عُرضة لعقوبة حد الُسكر، وتم تجريم جزء أساسي من الثقافة الشعبية للسودانيين. أدى تطبيق القوانين الإسلامية على غير المسلمين خصوصاً في جنوب البلاد إلى اشعال فتيل الحرب الأهلية مع انهيار اتفاقية أديس أبابا والحكم الذاتي للإقليم الجنوبي، ورغم نجاح اليسار والحركة النقابية في اسقاط نميري في انتفاضة ١٩٨٥ وتسلم الجيش للسلطة في فترة انتقالية، إلا أن وصول الإسلاميين للسلطة عبر صندوق الاقتراع في العام التالي حال دون إلغاء قوانين سبتمبر ٨٣، فاقم ذلك تحالف الإسلاميين مع الجيش في ١٩٨٩، عندما قام أنقذت “ثورة الإنقاذ الوطني” البلاد من التعددية السياسية وحرية الرأي والصحافة والعملية الديمقراطية برمتها، وأُعلنت السودان بعدها جمهورية إسلامية أدى ارتفاع سعر غاز الطبخ المستخدم في تقطير العرق إلى رفع سعر الزجاجة من النوع العادي، وليس الصنف الممتاز. نتذكر نسوةً من قبيلة النوير الجنوبية يقطرن العرقي في قدر مشتعل بالحطب على شاطئ النيل الأزرق ، حطبهن لا يتأثر بارتفاع أسعار الغاز ولا بانفصال الجنوب. ولا تزال زجاجة العرقي تحتفظ بسعرها القديم عشرين جنيهًا.
الأجواء العسكرية التي صاحبت العقد التالي للإنقلاب، وشعارات الجهاد ضد الخوارج والكفار في الجنوب وإعلان التعبئة العامة للحرب الأهلية والتجنيد الإجباري لطلاب الشهادة الثانوية في قوات الدفاع الشعبي استنزف ريعان الشباب لجيل الثمانينات المغدور. حظر التجوال الدائم بعد الحادية عشرة وفرض حالة الطوارئ في العاصمة قتلت حياة الليل في المدينة تمامًا. صارت المحلات تغلق باكرًا. مع استحالة التنقل عند منتصف الليل. أرتال الدبابات في مداخل المدينة والجسور العابرة للأنهار الثلاثة، لدرجة كانت تحتم لأصحاب الحالات الطارئة من المرضى أن يصطحبوا مسئول اللجنة الشعبية الموالي للحزب الحاكم في الحي للذهاب إلى المستشفى وإلا يموت المريض. لم يكن لشباب التسعينات أي مرتع. سُحبت كل امتيازات الشباب لصالح المتع المؤجلة في جنات عدن. مع الحور العين وأنهار الخمر والعسل في النعيم، مرورًاً بأدغال الجنوب طلبًاً للشهادة. استحدث قانون النظام العام. صار الحجاب إلزاميًا على النساء في بلد تسير النساء في قبائله البعيدة عن العاصمة عرايا، وصارت تجارة الكحول البلدية من عرقي ومريسة وكاني مورو لجبهة للحرب الثقافية لكل ما هو ليس عروبي إسلامي، وصار الجلد في أقسام الشرطة للسكارى أمرًا معتادًا.
لم تكن النقلة المائعة من هذا الوضع مفاجئة كقوانين سبتمبر. تحوّل الأمر تدريجيًا بعد انشقاق الحركة الإسلامية وإنقلاب الرئيس على عرّاب النظام، الشيخ حسن الترابي، ووضعه تحت الإقامة الجبرية. فقد النظام جزءًا كبيرًا من شرعيته كنظام إسلامي رغم احتفاظه بشعارات العروة الوثقى، وشيئًا فشيئًا دان كل شيء للمؤسسة العسكرية والمخابرات على حساب الحزب الحاكم ومنظريه الأيدولوجيين، ومع توقيع اتفاقية السلام مع الجنوب ومنحه الحكم الذاتي وحق تقرير المصير، صار للسفينة ربانان. إسلامي عروبي وعلماني أفريقاني. أحدث هذا التحالف المريب والغريب من نوعه خلخلة لقيم المدينة. لم تطبق العلمانية في العاصمة الاتحادية كما كان يرغب جون قرنق، لكن قوانين الشريعة نفسها فقدت مصداقيتها، حتى مع انفصال الجنوب. صار تطبيق القوانين المقيدة للحريات العامة انتقائيًاً ومزاجيًاً. تقرره اعتبارات القبيلة والطبقة الاجتماعية. لا تستوقف الشرطة في الخرطوم فتاة لارتدائها البنطلون أو عدم تقيدها بالحجاب في حي العمارات الذي تنتشر فيه السفارات والمنظمات الدولية والموظفين الأجانب، لأنها على الأرجح ابنة أحد المتنفذين، على النقيض، يمكن أن يتم اقتياد فتاة محجبة في حي الديم المجاور لعملها كنادلة في محل يقدم الشيشة، ويتناسب ازدياد درجة سمار البشرة للموقوف/ة طرديًا مع درجة المعاملة السيئة التي قد يتلقاها في قسم الشرطة.
رشاوي غير كافية
وفرت لي السكنة في وسط المدينة، الخرطوم ٢ تحديدًاً، التوسط في موقع استراتيجي لحياة الليل. في موقع واصل بين زمنين. ففي التقاطع الذي تقف فوقه شرفة شقتي أرى مجموعة من دكاكين السوبرماركت، التي كانت قبل ثلاثة عقود أشهر بارات المدينة. وحده بار السليماني، ذا الطابقين، حاول تسجيل اختراق بعد تحوله إلى سوبر ماركت حنانة. كُنت كلما خرجت بفنجان قهوتي في المغارب إلى الشرفة استوقفتني الأضواء على سطحه إلى أن قررت ذات ليلة من العام الماضي اكتشاف المكان، الذي لم يكن فقط لحسن حظي يقدم الشيشة لزبائنه، لكنه كان أيضًاً تحت إدارة أحد رفاق دراستي الثانوية في القاهرة وجاري في حدائق القبة بكّار.
أماكن تدخين الشيشة هي معادل حديث للإنداية بمفهومها كمكان لتقديم خدمات ممنوعة. تلامس بالكاد الحرمات التشريعية، لكنها لا تلاقي نفس الدرجة من العداء، التي تواجه أماكن بيع الكحول، وهي تقف في درجة غريبة على التصنيف.
أين تدخن الشيشة في الخرطوم؟
العمل في تقديم الشيشة مربح جدًا، لكنه مخالف لقانون ولاية الخرطوم، الذي سنه الرئيس ذات مرة. تقول الأسطورة الشعبية أن أحد المصلين في المسجد، الذي صلى فيه الرئيس ذات مرة اشتكى له من انتشار محلات المصريين الذين يقدمون الشيشة، فقرر الرئيس منعها. لكن عدم تجريم قوانين الشريعة الإسلامية للتدخين بشكل قاطع، وإدمان شريحة كبيرة من المسئولين والضباط لها أنتج نوعًا من الاستثناءات، والتي يدرج على تسميتها رسمياً بالـ “تصديق”. يُمنح التصديق لكل مواطن يرغب في مخالفة بعض القوانين مقابل دفع مبلغ من المال، في ممارسة رسمية للجباية. تتنوع هذه التصاديق من تظليل زجاج السيارات، وحتى سماح السلطات بإقامة الحفلات المسائية، فكل الأعراس والمناسبات التي تتضمن حفلًأ موسيقيًا يستوجب إقامتها الحصول على تصاريح من الشرطة والمحلية للسماح باستخدام “الساوند سيستم”. يتجاوز الأمر ذلك لمدة الحفلات، حيث ورثت المدينة من حقبة حظر التجول عادة انتهاء الحفلات عند الحادية عشرة ليلًا، ورغم انتهاء حظر التجول في الخرطوم منذ عقدين، إلا أن السلطات المحلية تستوجب الحصول على تصديق (مبلغ من المال) مقابل كل ساعة إضافية يرغب فيها صاحب الحفل بتمديده بعد الحادية عشرة. علاقات السلطة عامل مهم في استقرار هذا النشاط التجاري. يحكي لي بكّار عن الصعوبات التي يتعرض لها مع الشرطة من حين لآخر بسبب شجار نشب بينه وبين ضابط شرطة في محله تحرش بإحدى العاملات الأثيوبيات في المقهى. لم تشفع رشاويه لكشك “بسط الأمن الشامل” المجاور للمقهى وجهاز التلفزيون الذي اشتراه للعساكر أمام رتبة الضابط الكبيرة. الأمر الذي أدى في النهاية لإغلاق المقهى.
الآن، عندما أرغب في تدخين الشيشة فإنني أتوقف أمام عدة خيارات تتفاوت ما بين الجنبات (غرز)، والمقاهي. هنا نتجول بين الأماكن القليلة المتاحة بها نفث الدخان في الصدور في الخرطوم. لكل منها مميزاتها وعيوبها:
نادى التنس
هذا مجرد إسناد لأقرب معلم بارز للمكان، فهذه “الجنبة” التي تحوي عددًا من ستات الشاي ومعلميّ الشيشة في حي المطار تحتل أرصفة الأسفلت الضيق، الذي يمتد بعيد مخرج مطار الخرطوم مرورًاً بنادي التنس ومبنى مهجور تابع للسفارة الكويتية وحتى مقر جهاز الأمن والمخابرات، ولأن أغلبية زبائنها هم من المجندين وصغار الضباط في جهاز الأمن وقوات الاحتياط المركزي، فإنها تتمتع بميزتين: الأولى انخفاض سعر حجر المعسل : ٥ جنيه لمعسل الجراك، و١٠ جنيه لمعسل الفواكهة، وتمتعها بقدر عالي من الحصانة من قبل الشرطة، بحيث لا تتم الكشة (المداهمة) إلا لأغراض تأمين مرور موكب من المطار، الذي تطل هذه البقعة على طريقه مباشرة (شارع أفريقيا).
كافيه لافيل :
مقهى صغير داخلي في شارع ٣٩ المؤدي إلى موقف شروني بالخرطوم ٢. يحتوي على عشر طاولات تقريبًا. يقدم المشروبات الباردة والساخنة إضافة إلى الشيشة. تعرضت أسعار المعسل للارتفاع في هذا النوع من المقاهي مع انخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار ليصل سعر حجر الشيشة الواحد إلى ٣٠ جنيهًا. مؤخرًا قام المقهى بتطبيق سياسة الحد الأدنى من الطلبات لمنع الزبائن من الجلوس في المقهى المكيف دون تكبد أي طلبات، وهي سياسة جديدة نوعًا ما على مقاهي ومطاعم الخرطوم، إلا أن الميزة الأكبر المتاحة في هذا المقهى هو سماحه للجنسين بارتياد المكان وتدخين الشيشة، الأمر الذي يمثل خطورة في احتمالية مداهمة الشرطة للمكان [الكشة].
نادي الرياض :
لحق بفندق يحمل الاسم نفسه لم يتم افتتاحه بعد في شارع الملك عبدالعزيز، الشهير بشارع النص، في حي العمارات مقابل النادي القبطي. يقدم المقهى/المطعم الكبير نسبيًاً في طابقه الثاني مساحة من الغرف المغلقة المحتوية على تلفزيونات تؤجر الواحدة فيها بـ٢٠٠ جنيهًا للمجموعة. النشاط الأهم للمقهى هو تقديمه للشيشة مع قائمة بالوجبات السريعة والمشروبات المتنوعة، ولاحتواءه على شاشات تلفزيونية كبيرة الحجم فهو ينقل المباريات في المناسبات الكروية ليتحول إلى صالة من الكراسي المتجاورة. يصل سعر حجر المعسل في نادي الرياض لـ٣٠ جنيهًاً، لكنه على الرغم من احتواءه على عدد كبير من النادلات الأثيوبيات الجميلات إلا أنه يمنع دخول الزبائن من الإناث.
السوق العربي :
وسط الخرطوم التجاري. يحتوي السوق العربي في شوارع الفرعية على عدد كبير من الجنبات، التي تحتل الأزقة والطوابق الأرضية لبعض المباني. قد تحتوي هذه الجبنات على تلفزيونات، لكنها فقيرة التجهيز وتحتوي في أفضل الأحوال على أجهزة تكييف مائية. سعر حجر المعسل هناك لا يتجاوز الـ١٠ جنيهات وهي أيضًا أماكن ذكورية تمامًا وإن احتوت على ستات شاي.
سوق الديم :
في هذا الحي الشعبي الذي يختلط فيه السكان من مناطق السودان المختلفة مع عدد كبير من الجالية الأثيوبية والإرترية، حيث تنتشر اللغات المحلية غير العربية في أصداء المكان. تقدم الجنبات هناك أردأ أنواع المعسل والذي لا يتجاوز سعره هناك الخمسة جنيهات. لكنها رغم ذلك مناسبة لزبائن جلهم من الطبقة العاملة والفقيرة من سكان الحي والمتسوقين في السوق الشعبي، الذين يتوقفون هناك أيضاً لتناول المشروبات الساخنة من ستات الشاي. في واحد من أرخص الأماكن التي يباع فيها المعسل وكافة مستلزمات الشيشة وأدواتها.