علي زرعي صياد. كسر رهبته من الحياة والناس عبر العدسة. وتعلم بشيء من الذكاء والموهبة أن كل شيء فن. الأصدقاء والبيوت والموسيقى والشوارع. كل شيء فيه فن. علي زرعي مصور يمشي في المدينة ويخزن حكايات ووجوه وعواطف ملقاه بين الزحام الرهيب… أرسل لنا من فترة صورة بندق لتكون أول كادر في مشروع عن الأقزام لم يتم بعد…لكنه ما يزال يواصل البحث فيه… و نشر في صفحته صورة حبيبة، الساكنة في الدرب الأحمر ضمن مشروعه عن تتبع نوع من الجمال المصري لا يمكن تفاديه… وهناك مشاريع أخرى تبدو بصورة وحكي قليل يكملها، يلضم ضوء فيها مع حكاية أو كلام … لكننا هذه المرة فوجئنا به يرسل لنا كراسة جميلة فيها “عمل لم ينته ولن ينتهي أبداً“.
عن عمل لم ينته ولن يتنهي…
أحكي عن المرح، وعن الخفة، وأحيانًا عن اللعب الحر دون قواعد!
“البُعد ليه، الهجر ليه، الظلم ليه، ليه… ليه من غير سبب؟!”.
كانت بداية البحث لحفظ أجزاء من الماضي والحاضر والمستقبل… لن أهتم بالنتائج أو بماذا يحدث فيما بعد…
ماذا يوجد على ورق أصفر باهت…؟
بالداخل صرخات من هزيمة براءة مبارك وأعوانه… وضحكات وسخرية الآخر… آهات من عصفور فن الواو؛ من أحمد برين إلى المفقودين من الهجرة الغير شرعية بقرية أبنوب على شرق النيل بمدينة أسيوط… وبالمرور على العاملين بالحجر الجيري الأبيض في صحراء المنيا.
في الحقيقة هو كتاب خفيف الحجم… مصنوع بشكل يدوي طُبع بأقل التكاليف…
يوجد أفكار مرتبة، ولها سياق محدد ومعروف… ويوجد أفكار أبحث عن إجابة لها من خلال تجميع بعض صوري… وكتابة عن كل شيء بعد مرور سنوات لمعرفة السبب من وجودها… ويوجد كذلك أفكار عشوائية دون إجابات… وتلك أحبها دون شروط أو أسباب!
ومن داخل خدمات متنقلة من صحراء حميثرة على البحر الأحمر، إلى شيخ العرب بطنطا أشاهد الكثير، وأذهب إلى عيادة أم العواجز “السيدة زينب” لأشاهد أكثر… وأستمر في السير…
هل يشترط أن يكون الفن جميلاً؟
هل يشترط وجود قواعد نسير عليها من الأساس؟
من وضع القانون؟
أكره الفن النظيف…
أسمع – أشاهد – أبحث…
أنا الجميل، القبيح، الشرير، الطيب، المتشائم، المتفائل
أنا أصوِّر كي أعيش… وأصوِّر كي أري كل جميل، أو قبيح…
وأخيرًا أجلس، وأجمع كل شيء… كان أبي مُصورًا ماهرًا، لكنه لم ينشر شيئًا… وكان له دائمًا أسبابه “ما الهدف من النشر؟”
أنا أيضًا أعرف أن الأهداف دائمًا حتى ولو تحققت تُنسى… وأتجاهل أجمل الحكايات وأصدقها لكني أنشر ذلك؛ على أمل يرى أبي ما صنعه من أعمال مدفون ما بها من جمال نادر.
١٠٠ تراك للعصفور احمد برين في بلاي ليست واحدة جمعتهم ودا شئ لو تعلمون عظيم برين هو الأقرب لقلبي وفناني المفضل ولو اني مش بحب كلمة فنان لكن برين يستاهل يكون فنان حقيقي وصادق. كنت حزين ان مداح بالعظمة والجمال دا قليل يعرفة مع العلم انه أسطورة في الصعيد وكان واخد من الألقاب ما يستحقة بداية من ملك الفن ومستشار الحلاوة ودا دلع مريدينه وحبايبه إلى أجمل وصف سمعته انه عميد كلية الفنون الجميلة. كان أول اكتشاف ليا للسماع ليلة فرش وغطا ودا تقربيآ اكتر تسجيل سمعتة في حياتي للدرجة اني حافظ تسجيل مدتة ساعة و خمسة دقايق فن حقيقي وصادق وقادر يعيش ويستمر ويبقي تاريخ كبير. ١٠٠ تراك يمكن نقطة في بحر من العظمة و الحلاوة من ٣ سنين بدأت أسافر إسنا– الدير وهي مسقط رأس عمي احمد وشوفت ابنه علي وحكى ليا كتير وطول الوقت عينه بتملع عن ابوه وحكى عن حب برين للشعر والأمثال الشعيبة وانه كان عنده أرتجال عظيم مش بيوقف قال أبويا كان كمبيوتر وبالرغم انه كان كفيف كان بيشوف بقلبة متخيل لما تشوف حلاوة الدنيا بقلبك. وشوفت فرقتة وأتحكى لينا ان اللي خرج وظهر للنور يمكن أقل من الربع ولسة في كنوز مع ناس وحبايب كتير. انا سعيد اني قدرت بس اجمع حاجات ارفعها مش موجودة على الانترنت ودلوقتي انتشرت وموجودة ولسة واثق ان في كتير جدآ هيظهر ويعيش.