لمّا الوجود كان طفل
والأرض كانت بختها مال
وكل مكان فيه وحوش عملاقة،
مَرَدة، وفيه أهوال
وفجأة، هلّ زيوس
رَمَى لسان البرق بجلال
حبس اللي يستاهلوا الحرق، الأندال
حياة الأوليمب بقت زيّ،
شراب الورد في كاس
ولو كلامنا مُحال يتصدق
دي الحقيقة يا ناس
بهاء جاهين.. تمصيرًا لأغنية The Gospel Truth، من فيلم هرقل لديزني..
من الصعب أن نضع أيدينا على بداية أو نهاية محددة للميثولوجيا الإغريقية، أو أن نجد طريقًا واضحًا ندخل منه لذلك العالم المتشابك.. طول الوقت هناك أساطير تولد من أساطير وتتداخل مع أساطير أخرى.. وأحداث تقع بالتوازي أو بالتقاطع، دون أي تسلسل زمني لترتيب الوقائع… نحن هنا حرفيًّا خارج الزمن.
حاول الشاعر الروماني أوفيد أن يخلق نظامًا، ويرتب تلك الأساطير في كتابه Metamorphoses فكانت النتيجة صعبة وأشبه بألف ليلة وليلة… أنت تحكي قصة أصلية فيها ثلاثة، كل واحد منهم يروي حكاية مختلفة، والقصة الأصلية–التي قد تكون نسيتها– يتم استئنافها عندما يحين دورها.. كما أن جانبًا كبيرًا من الأساطير التي استخدمها أوفيد، لم يورد لها مقدمات، وذلك لمعرفة أهل ذلك العصر بها، فلم تكن هناك حاجة لشرح أو تفسير، إذ اعتمد أوفيد في عمله على ملحمة أقدم ذائعة الصيت هي الثيوجونيا Theogony للشاعر اليوناني هيسيودوس، التي ضم فيها شجرة أنساب الآلهة..
في 1972 نقل الدكتور ثروت عكاشة كتاب Metamorphoses إلى العربية للمرة الأولى، واختار له عنوان “مسخ الكائنات” لا “التحولات“، دون التقيد بالمعنى الحرفي للكلمة، إذ ضم الكتاب العديد من الأساطير التي تنتهي دائما بغضب الآلهة ومسخ البشر عقابًا لهم… في الطبعة الأولى التي صدرت في بيروت، تصدَّرت مقدمة الكتاب صورة صارخة لأسطورة أراكني التي مسختها الالهة أثينا عنكبوتًا بعد أن تجرأت عليها وتحدتها في مباراة للنسج على النول..
في 1937 كتب الشاعر اللبناني سعيد عقل مسرحية شعرية من ثلاثة فصول بعنوان “قدموس“؛ وهو تعريب “كادموس” أحد أهم أبطال الميثولوجيا الإغريقية.. استغل فيها أصل كادموس الفينيقي وأخته أوروبّا ليضع مسرحية عن مجد لبنان، وكيف أدخل كادموس الحضارة والأبجدية الفينيقية للأراضي الغربية الجديدة المتخلفة، ومنها نشأت الحضارة الغربية…
بعد حكاية الخلق الأولى وانتظام الكون لزيوس، تشتمل الميثولوجيا الإغريقية على أربع حكايات كبرى هي كادموس، وجاسون والفروة الذهبية، وبناء طروادة ودمارها، وعودة أوديسيوس.. هذه الحكايات لا توجد متصلة في كتاب أوفيد، أو غيره من الكتب، وإنما متناثرة بين العديد من الحكايات الأخرى، ومبعثرة في حلقات متداخلة ومتشابكة تمامًا كحكايات ألف ليلة وليلة.. من هذه الأساطير الكبرى تنبثق كل أساطير الإغريق المتشعبة.. ومن هذه الحكايات الأربع وتوابعها استلهم الكتَّاب اليونانيون أهم مسرحياتهم التراجيدية المعروفة حتى الآن أمثال أوديب، أنتيجون، إلكترا، أجاممنون وغيرها..
أصل كل شيء
في البدء كانت اللجّة الكبيرة والعتمة المتجانسة والفوضى المختلطة، متجسدة باسم “كاوس” الوجود الأول والوحيد لكل شيء؛ فراغ وأرض وسماء وماء وهواء.. تمخَّض عن تلك الفوضى الجيل الأول من الآلهة الأُوَل القدامى.. أولهم وأمهم كانت جايا “الأرض” ومنها خرج أورانوس “السماء“.. ثم تزاوجا وأنجبا نسلين هما العمالقة “التيتان” والمَرَدة “السيكلوب” ذوي العين الواحدة..
قام أورانوس بإقصاء الأبناء السيكلوب خوفًا من قوتهم المفرطة؛ أبعدهم عن أمهم جايا إلى جُبّ تارتاروس العميق.. فأرادت جايا الانتقام من أورانوس ولجأت لأبنائها العمالقة التيتان، فلم يوافق على مساندتها منهم سوى كرونوس، أصغر أبنائها وأكثرهم دموية وعنفًا..
أعطت جايا ابنها كرونوس منجلًا ليهاجم أباه.. كَمِن كرونوس لأورانوس وخصاه بالمنجل عندما كان يهم بالاقتراب من جايا، وبهذا انفصلت الأرض عن السماء؛ أي جايا عن أوراونوس.. ومن الدم الذي سال على الأرض حبلت جايا بآلهة الانتقام..
بعد هزيمة أورانوس، تولى السيطرة كرونوس، وأعاد حبس أخوته السيكلوب مرة أخرى في تارتاروس.. تألمت الأم جايا مجددًا، وتنبأت لابنها كرونوس أنه سوف يُزاح عن العرش بالطريقة نفسها التي فعلها مع أبيه، على يد أحد أبنائه.. وكان كرونوس قد تزوج من أخته رِيَا، وأنجبا الجيل الثاني من الآلهة التي ستقود الحرب الكبرى فيما بعد: زيوس وهيرا وبوسيدون وهاديز..
التهم كرونوس جميع أبنائه واحدًا تلو الآخر، فور ولادتهم.. لكن زوجته ريا لجأت لجايا لتساعدها على إنقاذ ابنها الأخير الوليد زيوس.. فأخذت منها الطفل وخبأته لديها في كهفٍ سحيق، وأخبرتها أن تلف قطعة حجر بدلُا منه في القماش وتعطيها لكرونوس ليلتهمها.. وقد كان، دون أن يفطن كرونوس للخدعة..
حكم كرونوس البشرية، وكان عصره هو العصر الأول “العصر الذهبي“ للإنسان.. تميَّز العصر الذهبي بالسلام والتناغم والرخاء والرفاهية والحرية.. لم يكن يحدّ الإنسان قوانين أو عقوبات، وكان يتحرك ويرتدع وفقًا فقط لنوازعه الأخلاقية، ومبادئه وضميره الذي كان ما يزال حيًّا متيقظًا.. لم يكن على الإنسان أن يعمل أو يشيخ أو يتعب، فقد مدَّت الأرض الإنسان بكل ما يحتاجه بكميات وفيرة..
بعد أن يكبر زيوس ويشتد عوده، سيذهب إلى جدته جايا التي ستعطيه مستحضرًا سحريًّا، يجبر كرونوس على التقيؤ بشكل عكسي، فيتحرر أولاده الذين كان قد التهمهم..
بعد تحرر أخوة زيوس من بطن كرونوس، وبمساعدة السيكلوب الذين حررهم زيوس مرة أخرى من سجن تارتاروس، قامت الحرب والمقتلة الكبرى الأولى بين الآلهة.. دامت الحرب الكبرى عشر سنوات. كرونوس وأخوته من جيل الألهة الأكبر من جهة (الجبابرة التيتان)، ضد زيوس وأخوته من جيل الآلهة الأصغر (الجيل الثالث من الآلهة، والذين اتخذوا من جبل الأوليمب قاعدة لهم) ومعهم من حرروهم من السايكلوب.. انتهت الحرب بانتصار زيوس وأخوته، وحبس كرونوس ومن معه في تارتاروس.. أصبح زيوس هو السيد كبير الآلهة، وتقاسم العالم مع بوسيدون فجعله سيدًا على البحار والمحيطات، وهاديس سيدًا للعالم السفلي..
أثار حبس التيتان المنهزمين في تارتاروس سخط جايا مرة أخرى، فالجميع أبناؤها رغم كل شيء.. أرادت ردع زيوس، فولدت من رحمها الوحش الكبير “تايفون“.. تايفون تزاوج مع كائن وحشي آخر من رحم جايا هي إيشدنا، وهي نصف امرأة ونصف ثعبان، ومن نسلهما أتت جميع وحوش الميثولوجيا الإغريقية أمثال: هيدرا.. سيربيروس.. شيمرا.. أسد نيميا..
تصارع تايفون مع زيوس في معركة كبرى، كُتِب في نهايتها النصر لزيوس مرة ثانية ونهائية، إذ أصبح السيد بلا منازع..
برومثيوس هو ابن لابيتوس وكليميني، أولاد جايا.. أي أنه من الجيل الثالث للآلهة، تمامًا مثل زيوس.. وقف برومثيوس إلى جانب زيوس في الحرب الكبرى، بينما وقف أخوه أطلس إلى جانب كرونوس والتيتان.. وبعد انتصار زيوس عوقب أطلس بحمل السماء على عاتقيه أبد الدهر..
كان برومثيوس يتمتع بالحكمة والقدرة على التنبؤ ورؤية المستقبل.. بعد النصر، أوكل زيوس لبرومثيوس وأخيه الثالث إبيمثيوس مهمة تشكيل الحيوانات والبشر.. تولّى إبيمثيوس الحيوانات، بينما تفنن برومثيوس في صياغة البشر، وفي حين انتهى إبيمثيوس سريعًا واستخدم جميع الموارد المتاحة، تأخر برومثيوس كثيرًا بسبب عنايته الفائقة، فجاء الإنسان ضعيفًا هشًّا، غير قادر بمفرده على صد عوامل الطبيعة ووحوشها..
أحب برومثيوس المخلوقات البشرية، وبدأ يزودها بمختلف الفنون والعلوم لتتمكن البشرية من الصمود أمام الطبيعة القاسية، وأهم شيء أهداه برومثيوس للإنسانية كان النار، التي احتال وسرقها من جبل الأوليمب.. عندما عرف زيوس بالأمر قرر معاقبته، فقيده بالسلاسل الحديدية إلى جبل القوقاز وأمر نسر عملاق بنهش كبده كل يوم، ثم يلتئم الكبد في المساء ليعاود النسر الكرَّة من جديد في الصباح، وهكذا إلى ما لا نهاية..
لم يكتفِ زيوس بهذا العقاب وأخذ يتفكر ليعاقب جنس البشر الذين يحبهم برومثيوس، فأمر بصنع امرأة بالغة الجمال هي بندورا، وأرسلها كهدية لإبيمثيوس شقيق برومثيوس.. قبل إبيمثيوس الهدية، واتخذ بندورا زوجة، لكن الآلهة كانت قد أرسلت مع بندورا صندوقًا مغلقًا كتب عليه “لا تفتحه“.. كان إبيمثيوس حكيمًا فقرر ألا يفتح الصندوق، لكن بندورا كادت تجن لتفتحه، وفي النهاية فتحته في غياب زوجها فخرجت منه كل الأرواح الشريرة، وملأت الأرض، من فقر ومرض ونفاق وحسد..
مع فتح باندورا للصندوق انتهى عصر البشرية الذهبي، وبدأ العصر الفضي، وأصبح الإنسان عرضة للمعاناة والعمل والموت.. وبعدما كان الربيع دائمًا على الأرض، احتجزه زيوس في وقت محدد من السنة، وقسَّم السنة إلى أربعة فصول، وأصبح على الإنسان أن يجني زرعه بيده ليطعم نفسه..
كان عمر الإنسان في العصر الفضي مئة عام، يقضيها في شباب دائم، ثم يشيخ فجأة ويموت.. لكن نتيجة لعقوق البشرية للآلهة، غضب زيوس وأرسل طوفانه الأول.. كانت مقدمات ذلك العقوق ما فعله ليكايون..
ليكايون، أحد ملوك العصر الفضي، أراد أن يختبر قدرة زيوس في معرفة الغيب، والعلم بلا حدود.. فأقام مأدبة عظيمة ودعا إليها زيوس.. كان ليكايون قد فكر في تدبير شرير بشع، إذ قام بذبح أحد أبنائه، وشوي لحمه.. وفي المأدبة قدَّم ذلك اللحم المشوي لزيوس، ليرى إن كان سيعرف ماهية ذلك اللحم بقدرته الإلهية قبل أن يتناول منه أم لا.. أدرك زيوس الخدعة، وثار لذلك الإثم الهائل، ومسخ ليكايون ذئبًا هو وجميع نسله..
كانت تلك الحادثة مقدمة لنهاية العصر الفضي، حين أرسل زيوس بعد ذلك طوفانه الأول ليبيد البشرية الجاحدة.. هو طوفان أوكسيجوس، وسمي بهذا الاسم لأنه وقع في عهد الملك أوكسيجوس.. لم يقض ذلك الطوفان على كل البشرية، إذ نجا الملك والقليل من الناس الذين لجأوا للجبال، وكانوا نواةً للبشرية الجديدة.. وقُضِى على العصر الفضي، وبدأ “العصر البرونزي“..
في العصر البرونزي اتسم البشر بالقوة والخشونة والعنف.. كانت الحرب والمصارعة هي شغفهم وتسليتهم، فاتخذوا دروعًا من البرونز، وحتى الأدوات والبيوت، لكن الشر لم يكن استولى بعد على كامل أرواحهم..
اصطبر برومثيوس المقيد على عذابه لأنه كان يعرف المستقبل، وأن البطل هرقل سيأتي ليحرره.. وحين حدث ذلك، غضب زيوس مرة أخرى، وقرر هذه المرة أن يرسل طوفانًا عظيمًا ليبيد البشرية بأسرها، لكن برومثيوس القادر على التنبؤ، قام بإخبار ابنه الصالح ديكاليون وزوجته –ابنة إبيمثيوس وباندورا – واللذَيْن تمكنا من النجاة من الطوفان بصنع فلك عظيم، وأصبحا بذرة البشرية الجديدة..
أتى الفيضان العظيم كنهاية للعصر البرونزي وبداية “العصر الحديدي“.. وفي العصر الحديدي ستزيد معاناة البشرية مع نفسها، ومع الطبيعة، وسيبلغ العنف والشر والأسى مداه.. وبعد حلقات طويلة من الصراع بين الآلهة والإنسان، تنتهي دائمًا بإنزال العقاب على الإنسان ومسخه، ستتخلى الآلهة عن البشرية وتهجرها..
***
صعود وسقوط بيت كادموس
الأميرة أوروبّا كانت من أصل فينيقي (لبنان) وهي بنت ملك صور.. رآها زيوس، فهام بها حبًا، وقرر اختطافها.. فحوَّل نفسه لثور أبيض جميل واندس وسط قطعان أبيها.. رأت أوروبّا الثور، وأعجبت بجماله وبهائه واطمأنت له، وما أن اقتربت منه حتى حملها خلف ظهره، وانطلق زيوس مختطفًا إياها، وعبر بها البحر إلى جزيرة كريت المهجورة.. وهناك كشف لها عن حقيقته، وتزاوجا، وأصبحت أوروبّا أول ملكة لكريت، وأطلق اسمها على باقي الأراضي الغربية.. أنجبت أوروبّا الطفل مينوس، والذي سيكون المينوتور في عهده..
قبل أن يترك زيوس الجزيرة، أهدى أوروبّا ثلاث هدايا؛ رمحًا لا يخيب، وكلب صيد اسمه ليلابس لا يخطئ فريسته أبدًا.. وأخيرًا تالوس، وهو رجل ميكانيكي عملاق مصنوع من البرونز، يطوف بالجزيرة ثلاث مرات كل يوم.. سيظل تالوس يحمي الجزيرة حتى يصل إليها البطل جاسون..
بعد اختطاف أوروبّا، أمر الملك ابنه “كادموس” بالخروج للبحث عن أخته واسترجاعها، واشترط عليه ألا يعود إلا بها.. ارتحل البطل كادموس لا يعرف من أين يبدأ، ولما أضناه البحث لجأ إلى معبد الإله أبوللو، وهناك تجلَّى له أبوللو، وأخبره أن يكف عن مسعاه، فلا سبيل له لاسترجاع أوروبّا أبدًا.. وأمره أن يؤسس مدينة في المكان الذي ستقف عنده البقرة المبعوثة من الآلهة..
أسس كادموس مدينة ثيفا Thebes أو طيبة كما يتم تعريبها، وذبح البقرة وقدمها قربان للآلهة، ثم أرسل رجاله لإحضار مياه من نبع قريب، لكن الرجال قتلهم تنين يحرس النبع، فذهب كادموس وقتل التنين، وهو لا يعرف أن ذلك التنين يتبع إله الحرب آيريس.. تجلَّت أثينا وأمرت كادموس بأن يأخذ أسنان التنين فينثرها على الأرض كالبذور، وأمام عينيه بدأت تلك البذور تنبت رجالًا أشداءً في عدة الحرب.. بدأ المحاربون يتقاتلون فيما بينهم، إلى أن بقي منهم خمسة؛ هم الإسبرطيون، أي المزروعون، ومعهم أقام كادموس مملكته..
نقل كادموس الحضارة الفينيقية إلى مدينته الجديدة، وعلَّم الناس الأبجدية، وأنعمت عليه الآلهة وأهدته زوجة هي هارمونيا بنت أفروديت.. وفي العرس حضرت الآلهة، وقدموا للعروس هديتين؛ رداءً فاخرًا من صنع أثينا، وعقدًا من صنع هيفاستوس..
كان العقد عليه لعنة بجلب سوء الحظ والموت لكل من يرتديه، إذ أراد هيفاستوس الانتقام من أفروديت التي كانت قد خانته مع آريس إله الحرب، ونتيجة تلك الخيانة كانت هارمونيا.. فأهداها هيفاستوس العقد يوم زفافها وهي لا تدري من الأمر شيئًا، لينتقم من نسل خطيئة أفروديت.. وهكذا جلب العقد النحسَ على بيت كادموس ونسله من حكام طيبة الذين توارثوا العقد..
أنجب كادموس وهارمونيا أربعة بنات، انتقل العقد فيما بينهن، ثم إلى ذريتهن، ومنه لازم الشؤم والمصير المأساوي هذا البيت..
1- سيميلي
انتقل العقد من هارمونيا إلى ابنتها سيميلي، والتي رآها زيوس وأعجب بها، فتزوجها سرًّا وحملت منه.. وعندما عرفت هيرا تنكّرت في صورة عجوز، وذهبت لسيميلي وحاولت أن تشككها في هوية والد طفلها، فطالبت سيميلي زيوس بالظهور في كامل هيئته ومجده لإثبات أبوته للطفل وزواجه منها، وأمام إصرار سيميلي على ذلك الطلب وعدم تراجعها رغم إشفاق زيوس، تجلَّى زيوس أمامها فصعقت واحترقت من ضياء بهائه، ولم يستطع زيوس سوى إنقاذ الجنين الذي سيصبح ديونيسيس إله الخمر..
2- إينو
تزوجت إينو من أثاماس، الذي تولَّى حكم طيبة.. كان لأثاماس طفلين –ولد وبنت – من زوجته الأولى، فأرادت إينو التخلص منهما، فأمرت العرافين أن يخبروا أثاماس أن السبيل الوحيد للتخلص من الجدب الذي تعانيه المدينة، هو أن يقدم أبنه قربانًا للآلهة.. أمام الضغط وافق أثاماس، لكن قبل التنفيذ ظهرت والدة الطفلين، وكانت حورية إلهية، فأعطت للطفلين كبشًا طائرًا ذا فروة ذهبية.. ركب الطفلان على الكبش وطارا، واستطاعا الهرب، وفي الطريق وقعت الطفلة وماتت، أما الولد فقد أكمل طريقه إلى أن وصل إلى مملكة جديدة، وهناك أكرمه الملك، فأهداه الولد الفروة الذهبية للكبش.. تلك الفروة هي التي سيتحرك من أجلها جاسون وبحارته بعد سنين..
أنجبت إينو من أثاماس بعد ذلك طفلين.. وتعهدت إينو الطفل ديونيسيس بن زيوس، بعد وفاة اختها سيميلي المأساوية، فنقمت عليها هيرا.. عمدت هيرا إلى آلهة الانتقام، وطلبت منهم أن يذهبوا إلى أثاماس وإينو، ويبثون فيهما الجنون.. فقد أثاماس صوابه، وبدأ يهاجم زوجته وطفليه الرضيعين.. أمسك أحدهما وهشم رأسه، ورأت إينو ذلك فذَعرت وجرت بطفلها الثاني، وألقت بنفسها مع الطفل من أعلى القصر، ثم انتحر أثاماس..
3- أوتونو
أنجبت أوتونو ولدًا هو أوكتايون.. ونشأ شجاعًا محبًا للصيد، وذات يوم بينما يصيد في الغابات مع كلابه، وقعت عينه بالخطأ على الإلهة أرتميس وهي تستحم في النهر، فمسخته ظبيًا، وفي اللحظة نفسها تصل كلاب الصيد فتهجم على الظبي تفتك به.. وهكذا مات أوكتايون على يد كلابه التي لم تعرفه..
4- أجافي
أنجبت أجافي بنثيوس.. قرر كادموس ترك طيبة، وأخلف حفيده بنثيوس على العرش.. منع بنثيوس عبادة ديونيسيس إله الخمر، ومنع الشعائر الماجنة المرتبطة به، فكانت النسوة يمارسن تلك الشعائر في السر، بعيدًا عن الأعين في الغابات.. أراد ديونيسيس أن ينتقم من بنثيوس وأن يمكر به، فتنكر في صورة عجوز ناصحة، وأخبر بنثيوس بمكان وجود النسوة، وكانت فيهن أجافي أم بنثيوس.. ذهب بنثيوس بمفرده يتلصص، ليتقصى حقيقة الأمر، فوجد النسوة في حالة مجون.. وما أن أحست به النسوة حتى هجمن عليه، ومزّقن أعضائه، وكانت أمه أول من بدأ دون أن تعرف أنه ابنها..
***
انتقل العقد بعد ذلك عبر الكثير من الأجيال حتى وصل للملكة جوكاستا.. جوكاستا كانت زوجة لايوس ملك طيبة، ولم يرزقا بأطفال.. ذهب لايوس للعرافين وأخبروه أنه لو أنجب فإن ولده سيقتله ويتزوج أمه.. لم يستمع لايوس لتحذيرات العرافين، وأنجب الطفل أوديب، وبعد ذلك أراد أن يتملَّص ويحتال حول النبوءة، فأعطى الطفل لأحد الرعاة ليقتله.. لكن عبر سلسلة من الأحداث يكبر الطفل أوديب ويَقتُل الأب خطأً دون أن يدري أنه والده، ويتزوج من الملكة جوكستا دون أن يدري أنها أمه، وكانت جوكستا قد ارتدت العقد المشئوم ذا القدرة السحرية على إعادة الشباب والجمال.. عندما اتضحت الحقائق في النهاية، انتحرت جوكستا وفقأ أوديب عينيه..
أما عن كادموس وزوجته هارمونيا، فقد عانى كادموس طول الوقت من الحزن بسبب افتقاده لعائلته التي أُبعِد عنها من البداية، وأيضًا بسبب الاضطراب الدائم بين أهالي طيبة.. في النهاية ارتحل كادموس عن طيبة مع زوجته وترك الحكم لذريته.. وفي نهاية رحلته الحافلة بالمجد والأسى، شعر أن كل مآسيه بدأت بسبب قتل تنين آريس، وسخر في أعماقه أهمية التنين، فتمنى لو يتحول إلى ثعبان، وعلى الفور حولته الآلهة، وهارمونيا تمنَّت الشيء نفسه، لتشارك زوجها مصيره، فمُسِخا ثعبانين..
***
جاسون وميديا
قام بالياس بالاستيلاء على مُلك أخيه، فهرب الأخ ومعه زوجته وابنهما الصغير جاسون.. عهد الأبوان بالطفل إلى القنطور شيرون، مدرب الأبطال.. حين أصبح جاسون قويًّا يافعًا، أخبره شيرون بتاريخ عائلته، فانطلق جاسون لاسترداد ملكه الضائع وحقه المسلوب.. في طريقه لمدينته القديمة، يعترض جاسون شلال عظيم، ويجد امرأة عجوز متهالكة تطلب منه أن يعبر بها.. يخاف جاسون في أول الأمر، لكنه يتذكر تعاليم شيرون وأخلاق البطولة، فيحمل العجوز على كتفيه، وفي أثناء عبوره المصب بها يفقد أحد نعليه.. بعد أن يصل إلى الضفة الثانية، تكشف العجوز عن حقيقتها، فإذا هي هيرا سيدة الأوليمب.. تخبره هيرا أنه نجح في هذا الاختبار البسيط، وأنها ستكون دائمًا بجانبه حينما يحتاج للمساعدة..
يدخل جاسون المدينة فيجد عمه الملك وسط جمهرة من الحاشية والناس ينحر الذبائح.. وما أن رآه بالياس حتى عرفه، ذلك أن العرافين كانوا قد أخبروه أن ملكه سيزول على يد شاب يدخل المدينة بفردة حذاء واحدة.. يقرر بالياس أن يستخدم الدهاء، فيأمر بإحضار جاسون ويترفق به، ويقيم مأدبة كبيرة احتفالًا بعودة ابن أخيه الضائع.. وفي الحفل يتغنى المنشدون بقصص الأبطال والمآسي، ومنها قصة طفلىّ أثاماس اللذين هربا على الكبش الطائر، وأهديا الفروة الذهبية للملك.. كانت الفروة الذهبية أعظم من كل كنوز الملك، فعلَّقها على جذع شجرة عالية وأوكل لحراستها تنين عظيم..
لعبت قصص البطولة بعقل جاسون، واحتال عمه عليه للتخلص منه، فحرّضه على الانطلاق للحصول على الفروة الذهبية وإثبات شجاعته وجدارته للحكم.. مال رأس جاسون الغرير، وقرر أن ينطلق في هذه الرحلة الخطرة.. ذهب جاسون إلى محراب هيرا يدعوها لتعينه في رحلته، فسمع هاتف يخبره أن يأخذ جزءًا من خشب السنديانة الموجودة في المعبد، وينحت منه تمثالًا لهيرا في مقدمة سفينته، لتكون حارسته ومرشدته في الطريق.. وأمرت هيرا خادمها العملاق أرجوس ببناء السفينة، وسُميَّت السفينة آرجو نسبةً لبانيها.. واستجاب الأبطال الشجعان للخروج مع جاسون في الرحلة، وسُمِّي طاقم السفينة الآرجونوت..
بعد سلسلة من المغامرات والأخطار، تصل السفينة، ويقابل جاسون الملك ويطلب منه أن ينعم عليه بالفروة الذهبية.. يرفض الملك أن يفرط في درة ملكه، لكنه يخبر جاسون أنه لو يود الحصول عليها، فعليه أن يجعل العجلين العظيمين لفولكان يحرثان الحقل، بأن يضع اللجام في منخاريهما الذي ينفث نارًا، ثم ينثر بذور أسنان التنين في حقل مارس، فينبت جيش من المقاتلين، فيقاتلهم ويتغلب عليهم، ثم يواجه في النهاية التنين حارس الفروة الذهبية..
قَبِل جاسون التحدي وهو لا يعرف ماذا يصنع، واستشار هيرا فأخبره تمثالها الموجود في مقدمة السفينة، أن الوحيد القادر على مساعدته هي ميديا ابنة الملك.. كانت ميديا عليمة بفنون السحر والتنبؤ، وكانت قد وقعت في حب جاسون قبل حتى أن يصل، وساعدته على دخول الجزيرة دون أن يعرف، بأن تخلصت بسحرها من تالوس الآلي حارس الجزيرة، الذي كان قد أهداه زيوس لأوروبّا قديمًا..
يقابل جاسون ميديا، وتقبل أن تساعده بعد أن يتعاهدا على الزواج، وتعطيه صندوقًا فضيًّا به مادة ينثرها على العجلين فيصبحا طوع أمره، وحجرًا أسودًا يرميه على جيش المقاتلين فيفنيهم، وأخيرًا تعطيه عطرًا لينثره على التنين فيتخدر ويستطيع قتله..
نفَّذ جاسون كل المطلوب، واستطاع الحصول على الفروة الذهبية، ثم قرر الهرب خوفًا من غدر الملك، وهربت معه ميديا بعد أن أخذت الكثير من ذخائر قصر أبيها، كما اختطفت أخيها غير الشقيق ولي العهد.. عندما عرف الملك قرر أن يطارد جاسون عبر البحر، وعندما استطاع أن يقترب منه أخيرًا، ناشد ابنته ميديا أن ترسل له ابنه فقط في زورق ولا يريد شيئًا آخر، لكن ميديا كشفت فجأة عن قسوتها وقلبها الأسود اللذَين استشعرهما جاسون منذ البداية، فقتلت أخاها بالخنجر، وبدأت تمزق جثته وتلقي بها جزءًا جزءًا في البحر أمام عيني الأب المذهول.. عاد الأب أدراجه وهو يدعو على ميديا العاقّة، بعد أن التقط أشلاء ابنه المبعثرة من البحر.. أما جاسون فأدرك أنه لن يستطيع الوقوف أمام جبروت ميديا، وإن كان يتحين الفرصة..
رجع جاسون إلى عمه بالياس، الذي دُهِش من نجاحه في رحلته وعودته بالفروة الذهبية، وبدأ جاسون يطالب عمه بملكه، فماطل العم مجددًا.. عاد جاسون إلى والده فأحزنه أن يجده وقد صار شيخًا فانيًا متهدمًا، فطلب من ميديا أن ترد لأبيه شبابه.. تفعل ميديا أي شيء يطلبه منها جاسون، فتعيد للأب شبابه بسحرها، بعدها يطلب منها جاسون أن تخلصه من بالياس وتكفيه شره، فتتدبر ميديا الأمر..
حين ترى بنات بالياس كيف عاد الشباب إلى والد جاسون من جديد، يقررن الاتصال بميديا وإغرائها بالمال لتعيد شباب والدهن أيضًا.. تتظاهر ميديا بالقبول وهي تنوي الخلاص من بالياس.. وفي الوقت المحدد تحضر ميديا وتقرأ التعاويذ على بالياس الممدد أمام بناته، فيدخل في النوم من أثر سحرها، بعدها تطلب ميديا من البنات أن يضربن الأب بالسيوف لتكتمل الطقوس وينهض شابًا من جديد.. تتردد الفتيات في البداية، ثم يبدأن في جرح والدهن بالسيوف جروحًا بسيطة تجعله يهب من النوم مفزوعًا، ويبصر السيوف في أيدي بناته فيعتقد أنهن يبغين قتله.. فتنتهز ميديا الفرصة وتتشكل في صورة بنت من بناته وتغمد السيف في قلب الملك المغتصب وتقتله إلى الأبد..
يعود المُلك لجاسون ويبرُّ بوعده لميديا؛ ويتزوجها على الرغم من نفوره وخوفه منها، وينجب منها طفلين.. بعد فترة يميل قلب جاسون إلى ابنة أحد حلفائه، ويقرر أن يتزوجها، فتقتلها ميديا بفستان مسحور ما إن ترتديه حتى تحترق.. بعدها تقرر ميديا أن تحرق قلب جاسون لخيانته لها، فتذبح أولادها منه –كما ذبحت أخيها أمام والدها من قبل – ثم تهرب ميديا..
أما جاسون فقد تخلَّت هيرا عن مساعدته ورعايته بعدما حنث بوعده مع ميديا.. وذات يوم يكون جاسون نائمًا في السفينة أرجو، فيقع عليه جذع السنديانة المباركة المأخوذ من محراب هيرا فيقتله.. أمّا السفينة أرجو فتخليدًا لها ولملحمتها يرفعها سادة الأوليمب نجمة في السماء..
ثيذيوس والمينوتور
هربت ميديا ولجأت للملك إيجيس حاكم أثينا، وبسحرها استطاعت الزواج منه.. لم يكن لإيجيس ولي عهد، إلا أنه عندما كان شابًا تعرَّف على فتاة وأحبها وتزوجها، ثم كان لزامًا عليه أن يعود مرة ثانية إلى مملكته.. فودّعها ودفن سيفه ودرعه ونعله الذهبي أسفل صخرة كبيرة ثقيلة، وأوصاها إن أنجبت ولدًا أن تنشئه قويًّا، حتى إذا بلغ أشدّه، تجعله يستخرج تلك الأشياء من تحت الصخرة، ويعود إلى مملكة أبيه، وهناك سيتعرف عليه إيجيس من خلال السيف والدرع والحذاء..
أنجبت الفتاة البطل ثيذيوس، وعندما اشتد عوده أخبرته أمه بهوية والده، فاستخرج ممتلكات أبيه وتوجّه إلى أثينا.. وفي أثينا كانت تقام دورة ألعاب أوليمبية، فتحمّس ثيذيوس الشاب واشترك في الألعاب.. وفي أثناء مشاركته، رأته ميديا فعرفته على الفور، وأدركت أنه ابن إيجيس وولي العهد، فأخفت الأمر عن زوجها، وخططت لقتله.. بعد انتهاء دورة الألعاب أقبل الفتى ثيذيوس على الملك ضمن الفائزين، لكن الملك لم يتعرف على ابنه، وأقنعته ميديا أن هذا الفتى الغريب عدو مدسوس عليه، وأعطته كأسًا مسمومة ليقدمها لثيذيوس في المأدبة، وهكذا يموت الابن على يد والده.. وبالفعل ناول إيجيس الكأس للفتى، لولا أن رأى خاتمه منقوشًا على سيف ثيذيوس، ثم أبصر الدرع والحذاء، فعرف أنه ابنه فرمي الكأس من يده، وقد أدرك أخيرًا خطة ميديا.. أما ميديا فانطلقت هاربة للمرة الأخيرة ولم يُسمع عنها ثانيةً..
كان من بين المشاركين في الألعاب الأولمبية ابن الملك مينوس حاكم كريت.. وكان قويًّا جدًا فاستطاع أن يفوز في كل الألعاب، فعزّ على إيجيس أن يفوز غريب عليهم في دارهم، فأغرى الشاب بدخول مسابقة لترويض ثور كان معروفًا بقوته وعصيانه، فقُتِل الفتى تحت أقدام الثور الجبار.. وصل الخبر إلى مينوس فصمم على الانتقام، وجهّز جيشًا جرارًا، وقام بحصار أثينا.. عرض إيجيس الاستسلام والصلح على مينوس، فوافق مينوس بشرط أن يسلموه كل عام سبعة شباب وسبع صبايا ليكونوا أضحية للمينوتور، ولم يكن أمام إيجيس إلا أن يقبل..
من أين أتى المينوتور الذي أُبتليت به كريت؟ مينوس هو ابن زيوس وأوروبّا (أخت كادموس) وأول حكام كريت.. في بداية حكمه أراد توطيد ملكه والانتصار على خصومه، فنذر ثورًا أبيضًا جميلًا للإله بوسيدون.. وبعد أن ساعده بوسيدون، عزَّ على مينوس ذبح الثور لجماله وبهائه، فأراد سادة الأوليمب عقابه، فسلطوا كيوبيد أن يرمي زوجة مينوس بسهم، فوقعت في حب الثور الأبيض البهيّ، وكان ثمرة ذلك الحب هو المينوتور.. نصف إنسان ونصف ثور. متوحّش، يأكل البشر.. وأمر مينوس وزيره المهندس الحكيم ديدالوس ببناء متاهة كبيرة (لابرنث) ليستقر فيها المينوتور، فلا يستطيع الخروج، وبذلك يتقون شره.. ثم قام مينوس المتجبّر بحبس ديدالوس مع ابنه إيكاروس واحتجزهما في قصره، خوفًا أن تشيع فضيحة زوجته.. ولكن ديدالوس تمكّن من الهرب مع ابنه، بعد أن صنعا أجنحة من الريش وألصقاها بالشمع، وفرَّا طيرانًا من القصر، إلا أن إيكاروس سقط ومات نتيجة ذوبان الشمع وتكسر جناحاه بعد أن ارتفع واقترب من الشمس وحرارتها…
صار لزامًا على إيجيس أن يقدم كل سنة في الموعد نفسه 14 شابًا وفتاة طعامًا للمينوتور.. يطلب ثيذيوس من أبيه أن يكون ضمن الضحايا الذاهبين، ليحاول أن يقتل المينوتور ويحرر بلاده.. وبالفعل سافر معهم إلى كريت، وهناك وقع هواه في قلب بنت الملك مينوس، فقررت أن تساعده، وأعطته طرف خيط طويل من الكتان كي يستطيع أن يدخل المتاهة ويعود أدراجه متتبعًا الخيط.. وبالفعل، يدخل ثيذيوس ويقتل المينوتور، ويعود ويتزوج الأميرة بنت مينوس، ويعود السلام ثانيةً بين أثينا وكريت…
فرغ مينوس من أمر المينوتور، وقرر استعادة وزيره الهارب ديدالوس مرة أخرى.. تخفى مينوس في صورة عجوز حكيم، وبدأ يرتحل عبر المدن والممالك طارحًا لغزًا يعرف أنه لا يوجد سوى ديدالوس الحكيم القادر على حله، إلا أن وصل إلى مملكة وقدم لغزه، فاستشار الملك حاشيته وديدالوس اللاجئ لديه، فأعطاه ديدالوس الحل الصحيح، فعرف مينوس أن ديدالوس موجود هنا، فكشف عن حقيقته، وطالب بتسليم ديدالوس الهارب فورًا.. فترفق به الملك وطاوعه، وطلب منه أن يدخل الحمام ليزيل أثار التنكر والترحال، ويرتدي ثياب الملوك.. وفي الحمام أوعز ديدالوس للخدم بصب الماء المغلي على مينوس حتى احترق ومات.. وهكذا انتهى مينوس بن زيوس وأوروبّا..